للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنشد الفارسىّ:

إنّما يعرف ذا الفضل من النّاس ذووه (١)

ومنه قول النّاس: «صلّى الله على سيّدنا محمد النبىّ وذويه».

وهذا جميعه لم يرد إلا مجموعا، وقد جاء فى الشّعر غير مضاف قال (٢):

فلا أعنى بذلك أسفليكم ... ولكنىّ أريد به الذّوينا

ول «ذى» كلام يخصّها غير هذا، يجئ فى باب الموصولات (٣).

فأمّا أوزان هذه الأسماء فإنّ «أبا» و «أخا» و «حما» و «هنا» أوزانها «فعل» مفتوح العين، نحو: «أبو» و «أخو» و «حمو» و «هنو»، فحذفت لاماتها؛ لقولهم فى التثنية: أبوان وأخوان وحموان وهنوان. وفى الجمع:

آباء وآخاء وأحماء وهنوات.

وأمّا فم: فأصله «فوه» ساكن العين؛ لقولهم: أفواه، وفويه وتفوّهت، وإنمّا جمع على أفعال، وهو ساكن العين، لأنّ المعتلّ العين يجمع كذلك نحو: بيت وأبيات، وسوط وأسواط، فحذفت لامه اعتباطا، ثم حذفتّ عينه، وعوّض منها «ميما» كما سبق.

وأمّا ذو: فأصله «ذوى» مثل «نوى»، ووزنه فعل بالفتح، فكان لامه ياء، ومنهم من يعتقدها واوا.


(١) - وتخريجه كتخريج سابقه. (انظر هامش ٤ ص ٢٦) بالإضافة إلى اللسان (ذو) وهو شاهد على إضافة «ذو» إلى مضمر مع جمعه.
(٢) - هو الكميت. انظر: ديوانه ٢/ ١٠٩.
والبيت من شواهد سيبويه ٣/ ٢٨٢. وانظر أيضا: الخزانة ١/ ١٣٩ و ٤/ ٤٩٦ و ٨/ ٥٧، الهمع ٤/ ٢٨٥. الأسفلين: جمع أسفل، والذوين: جمع «ذو» وأراد به انواء اليمن، أي ملوكهم.
والشاعر يهجو اليمن تعصّبا لمضر. ٣ - ٢/ ٢٤١ - ٢٤٢:
(٣) - ٢/ ٢٤١ - ٢٤٢.