للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتقّدم فى: قام الزيدان.

ومن ثنّى وجمع ضمير الفعل - وهم الأقلّ - قال: الهندان الزيدان ضاربتاهما هما، وبناء المسألة: أن" الهندان" مبتدأ، والزيدان مبتدأ ثان وضاربتهما خبر" الزّيدان"، وهو للهندان، فقد جرى على غير من هو له فلهذا أبرز، ف" هما" الأولى عائد إلى الزيدان: وهما" الثّانية عائد" إلى الهندان" بإزاء" هى" فى المسألة الأولى:

وتقول: زيد الخبز آكله هو، فتبرز الضّمير الذى فى" آكل، لأنّه جرى على الخبر، وهو ل زيد، ولو نصبت الخبز باسم

الفاعل يفسّره هذا الظّاهر - قياسا على من قال: زيدا ضربته (١) - لم تحتج إلى إبراز ضمير، كأنّه قيل: زيد آكل الخبز آكله، فيكون" آكل" المضمر مع من هو له؛ فلم يجر على غير صاحبه؛ فلم يبرز الضّمير، وأمّا" آكله" المظهر، فليس بخبر عن الخبز؛ فإنّ الخبز منصوب ب" آكل" المضمر، والمخبر عنه المبتدأ لا يكون منصوبا، قال ابن السّرّاج: وهذه المبتدآت إذا أكثروها فإنما هو شئ قاسه النحويّون؛ ليتدرّب به المتعلمون، ولا أعرف له فى كلام العرب (٢) نظيرا، فمن ذلك قولهم: زيد هند العمران منطلقان إليها من أجله، فزيد مبتدأ أوّل، وهند مبتدأ ثان والعمران مبتدأ ثالث، و" المنطلقان"/ خبر عن" العمران"، وفيهما ضميرهما وما بعدهما خبر ل" هند"، والراّجع إليها" الهاء" في إليها،


(١) - أى على الاشتغال، فيكون" الخبز" منصوبا باسم فاعل محذوف يفسّره المذكور.
(٢) - فى الأصول ١/ ٦٥.