للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهند" وما بعدها، خبر عن" زيد" والرّاجع إليه الهاء فى" (١) أجله"، وقد فرّع النحاة فى كتبهم مسائل كثيرة من هذا النّوع، فاقتصرنا بذكر هذه المسألة؛ ليقاس عليها.

النوع الثّانى من القسمة الثّانية: الجملة، وهى غير المبتدأ، وتنقسم فى الأصل - قسمين، أحدهما: جملة من فعل وفاعل، والآخر: جملة من مبتدأ وخبر، وتتفرّع عليهما ثلاث جمل: جملة من شرط وجزاء، وظرف وجارّ ومجرور، فصار منقسما إلى خمسة أقسام.

وللنّحاة فى هذا التقسيم خلاف على أقوال شتى، ومدارها على أنّ المبتدأ يخبر عنه بغير المفرد المقدّم ذكره، بهذه الأشياء الخمسة.

القسم الأوّل: الجملة من الفعل والفاعل، تقول: زيد قام أبوه، وعمرو ذهب أخوه؛ ف" زيد" مبتدأ و" قام" فعل، فاعله: أبوه، والجملة: خبر" زيد" ولا بدّ لهذه الجملة وغيرها من الجمل، إذا وقعت خبرا لمبتدأ، أو صفة لموصوف، أو صلة لموصول، أو حالا لذى حال، من ضمير يعود منها إلى ماهى تبع له؛ لتربط التّابع بالمتبوع؛ حيث هو أجنبىّ منه، ولولا هو لما صحّ نظم الكلام؛ فلو قلت: زيد قام عمرو، لم يجز حتّى تقول: إليه أو نحوه.

ولا تخلو الجملة الفعليّة: أن يتصدّرها فعل، لفظا كهذه، أو تقديرا كقولك:

إذا زيد زارنى زرته، ف" زيد" مرتفع بفعل مضمر؛ لأنّ" إذا" طالبة للفعل؛ إذ فيها معنى الشّرّط، وعليه قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (٢) وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (٣) ومثله وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ (٤) التقدير:


(١) - وهذه المسألة بنصّها فى الأصول. الموضع السّابق.
(٢) - ١ / الإنشقاق.
(٣) - ١ / الانفطار.
(٤) - ٦ / التوبة.