للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" منطلقا" مع الأولى، فقلت: زيد أبواه منطلقان، ولم تثّنه مع الثانية، فى القول القوىّ فتقول: زيد منطلق أبواه.

القسم الثالث: الجملة من الشّرط والجزاء/، وهى ملحقة بالقسم الأوّل وفرع عليه، تقول: زيد إن تكرمه يكرمك، و: عمرو إن تحسن إليه يحسن إليك، ولا بدّ فيها من عائد إلى المبتدأ، وهو الهاء فى" تكرمه"، إلّا أنّه لّما كان الشّرط والجزاء كلمتين لا تنفصل إحداهما عن الأخرى؛ ونزّلت لذلك منزلة الجملة الواحدة، لم يلزم أن يعود الذّكر إلى المبتدأ من كلّ واحدة منهما - وإن جاز ذلك وكان أحسن - تقول: زيد إن تكرمه يكرمك بكر، فالعائد من الشّرط، و: زيد إن نكرمه، فالعائد من الجزاء، و: زيد إن تكرمه يكرمك، بكر، فالعائد من الشّرط، و: زيد إن تكرمنى نكرمه، فالعائد من الجزاء و: زيد إن يكرمنى نكرمه يكرمك، فالعائد منهما، أمّا من الشّرط، فهو" الهاء" فى" تكرمه"، وأمّا من الجزاء، فهو الضمير المستكنّ فى" يكرمك"، فإن أخليتهما من الضمّير فقلت: زيد إن تعط عمرا يشكرك بكر، لم تجز.

القسم الرّابع: الظّرف، وفيه خلاف: فبعضهم (١) يقدّره جمله، ويجعله فرعا على القسم الأوّل، وبعضهم (٢) يقدره مفردا، وكلام سيبويه يحتمل الأمرين، والأغلب عليه: الإفراد (٣)، وهو على ضربين: ظرف زمان، وظرف مكان.


(١) - وهم أكثر البصريين. انظر: ابن يعيش ١/ ٩٠ وشرح الأشمونى ١/ ٢٩٩.
(٢) - منهم ابن السّراج، قال فى الأصول ١/ ٦٣:" أما الظروف من المكان فنحو: زيد خلفك، وعمرو فى الدار، والمحذوف معنى الإستقرار والحلول، وما أشتههما، كأنك قلت: زيد مستقرّ خلفك، وعمرو مستقرّ فى الدار ... " وانظر أيضا: ابن يعيش فى الموضع السابق.
(٣) - انظر: الكتاب ١/ ٤٠٤.