للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمر (١)»، وكقوله تعالى: وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ (٢).

وأمّا المضمر: فتلزم له العلامة، تقول: دارك حسنت، ولا يجوز، دارك حسن، وقد جاء فى الشّعر، قال الشّاعر (٣):

إنّ السّماحة والمروءة ضمّنا ... قبرا بمرو على الطّريق الواضح

ومثله قوله (٤):

فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها

والقياس: ضمّنتا، وأبقلت.

وحذف العلامة من هذا النوع محمول على المعنى، فأوّلو الدّار بالمنزل، والسّماحة والمروءة بالكرم والجود، والأرض بالمكان، ولا يجوز أن تقول: - على هذا - وقعت البيت؛ حملا على الدّار، ولا أنبتت المكان؛ حملا على الأرض؛ لأنّه حمل أصل على فرع، وقد شذّ قول بعض الأعراب: «إنّ فلانا لغوب جاءته كتابى (٥) فاحتقرها» فقيل له فى ذلك، فقال: أليس الكتاب صحيفة،


(١) - مسند أحمد ١٦/ ٢٥٤ بلفظ: «حرّمت الخمر».
(٢) - ٩٤ / هود.
(٣) - هو زياد الأعجم. انظر: ديوانه ٥٤. وانظر أيضا: الشعر والشعراء ٤٣١، والإنصاف ٧٦٣ وذيل امام القالى ٨ والعقد الفريد ٣/ ٢٨٨.
ومرو: اسم بلد.
(٤) - هو عامر بن جوين الطائىّ.
والبيت من شواهد سيبويه ٢/ ٤٦. وانظر أيضا: الخصائص ٢/ ٤١١ وابن يعيش ٥/ ٩٤ والمغنى ٦٥٦ وشرح أبياته ٨/ ١٧ والهمع ٦/ ٦٥.
والمزنة: السحابة. والودق: المطر. وأبقلت: أخرجت البقل، وهو ما ليس بشجر من النبات.
والشاعر يصف أرضا مخصبة لكثرة الغيث.
(٥) - انظر: الخصائص ١/ ٢٤٩ والصحاح «لغب» وشرح الحماسة للمرزوقى ١٦٦. اللّغوب:
الأحمق. وهذا القول حكاه الأصمعىّ عن أبى عمرو بن العلاء.