للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاءت فى الشّعر، قال (١):

يا أيّها الرّاكب المزجى مطيّته ... بلّغ بنى أسد: ما هذه الصّوت؟

وأمّا المثنّى فحكمه حكم المفرد فى الإثبات والحذف، تقول:

حسنت داراك، وحسن داراك، وداراك حسنتا.

وأمّا المجموع: فلا يخلو: أن يكون جمع صحّة، أو جمع تكسير.

فإن كان جمع صحّة، فلا يخلو: أن يكون لمذكّر، أو مؤنّث، فالمذكّر:

لا يجوز فيه إثبات العلامة؛ لبقاء صيغة المفرد فيه، فلا تقول: قامت الزّيدون، وقد جاء إثباتها فى الشّعر، قال (٢):

قالت بنو عامر: خالوا بنى أسد ... يا بؤس للحرب ضرّارا لأقوام

وأمّا المؤنّث: فإن كان حقيقيّا لم يحسن فيه إلا إثبات العلامة، تقول:


(١) - هو رويشد بن كثير الطائىّ. وانظر: الخصائص ٢/ ٤١٦ والإنصاف ٧٧٣ وابن يعيش ٥/ ٩٥ وشرح الحماسة للمرزوقى ١٦٦ والهمع ٥/ ٣٤٣.
المزجى: اسم فاعل من: أزجى، أى: ساق، وجملة: ما هذه الصوت فى موضع المفعول الثانى لقوله: بلّغ، وهى موطن الاستشهاد، حيث جاء باسم الإشارة الخاص بالمفردة المؤنثة، وأشار به إلى المفرد المذكّر، وهو «الصوت»، وإنما فعل ذلك حملا على المعنى، لأن «الصوت» يطلق عليه لفظ: الجلبة أو الضوضاء، وهى مؤنثّات.
(٢) - هو النابغة الذبيانىّ. انظر: ديوانه ٨٢.
والبيت من شواهد سيبويه ٢/ ٢٧٨، وانظر أيضا: الخصائص ٣/ ١٠٦ والإنصاف ٣٣٠ وابن يعيش ٣/ ٦٨ و ٥/ ١٠٤ والهمع ٣/ ٤٠ والخزانة ٢ /
١٣٠ و ٤/ ١٠٨.
خالوا: من المخالاة، وهى المنازلة والمقاطعة. وكانت بنو عامر ابن صعصعة قد بعثوا إلى حصن بن حذيفة الفزارى الذبيانىّ وابنه عينية أن يقطعوا حلف ما بينهم وبين بنى أسد، ويلحقوهم ببنى كنانة، على أن تحالف بنو عامر بنى ذبيان، فهم عينية بذلك، فقال بنو ذبيان: أخرجوا من فيكم من الحلفاء، ويخرج من فينا، فأبوا، فقال النابغة قصيدة مطلعها هذا البيت.
ومعنى يا بؤس للجهل: ما أبأس الجهل على صاحبه وأضرّه له.