للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجازى ب" إذا" مطلقا، تقول: إذا قدم زيد أكرمتك، ولا يجازى ب" إذ" إلّا إذا دخلت عليها" ما"، كقولة (١):

إذ ما دخلت على الرّسول فقل له ... حقّا عليك إذا اطمأنّ المجلس

وقد تقعان للمفاجأة، كقولك: بينا زيد قائم إذ جاء عمرو، وبينما رجل جالس إذا عمرو بالباب، وأكثرهم لا يرى دخولهما فى جواب" بينا" و" بينما"؛ وتقول: بينا زيد قائم إذ جاء عمرو، وبينما عمرو ذاهب لقيه بكر.

والأوقات الّتى تضاف إلى الجمل هى ما كانت حينا وزمانا لا يختصّ به شئ دون شئ، كقولك: أجيئك يوم قام زيد، وحين قام زيد، وزمن قام، وأيّام قام، وليالى قام. ويقبح فى المؤقّت، نحو شهر وسنة وحول، حتّى قالوا: لا يضاف (٢) شئ له عدد، نحو: يومين، وجمعة، وأسبوع، وقد أجاز ابن السّرّاج (٢): أخرج يوم عبد الله أمير، وقال الزّجّاج (٣): يعجبنى يوم أنت قائم، وعليه قوله تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (٤)، وقوله:

يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ (٥) ومن لم يجز، تأوّل هذا، ونصبه على المفعول به.


(١) - هو العبّاس بن مرداس السّلمى.
والبيت من شواهد سيبويه ٣/ ٥٧ وانظر أيضا: المقتضب ٢/ ٤٦ والخصائص ١/ ١٣١ والتبصرة ٤٠٨ وابن يعيش/ ٩٧. ٧/ ٤٦ والخزانة ٩/ ٢٩.
اطمأنّ: سكن المجلس، قيل: يريد: أهل المجلس، فحذف المضاف، ويجوز أن يكون مصدرا ميميّا، و" حقّا" منصوب علي المصدر المؤكّد به، أو هو نعت لمصدر محذوف وقد قال العباس ذلك فى غزوة حنين يخاطب الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(٢) - انظر: الأصول ٢/ ١١ - ١٢ هذا وكلام ابن الايثر ها هنا موجود بنصّه فى الأصول، من قوله قبل: والأوقات التى تضاف إلى الجمل ... الخ.
(٣) - انظر: معانى القرآن وإعرابه ٥/ ٥٢.
(٤) - ١٣ / الذاريات.
(٥) - ١٦ / غافر.