للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد اتّسعوا فحذفوا" في"، وأوصلوا الفعل، قال الشّاعر (١):

لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثّعلب

أي: كما عسل في الطريق.

ويلحق بالفعل في العمل، اسم الفاعل، والصّفة، والمصدر، واسم الفعل، وسيجئ كيفيّة عملها، في باب العوامل (٢).

وقد أعملوا فيها رائحة الفعل، كقول الشّاعر (٣):

ولقد حميت الحىّ تحمل شكّتى ... فرط وشاحى إذ غدوت لجامها


(١) هو ساعدة بن جؤية. انظر: ديوان الهذليين ١١٢.
والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٣٦، ٢١٤، وانظر أيضا: الخصائص ٣/ ٣١٩ والمغني ١١، ٥٢٥، ٥٧٦، وشرح أبياته ١/ ٩ والهمع ٣/ ١٥٤ و ٥/ ١٢ والخزانة ٣/ ٤٨٣.
اللدن: الناعم اللين. العسلان: سير سريع فيه اضطراب وضمير" فيه" عائد إلى اللدن، أو الهزّ.
(٢) انظر: ص ٥٠٤ - ٥٣٢.
(٣) هو لبيد. انظر: ديوانه ٣١٥.
وانظر: اللسان وتاج العروس: (وشح) و (فرط).
الشّكّة: السلاح، أو ما يلبس منه./ الفرط: الفرس السريعة التى تتفرّط الخيل، أي: تتقدّمها.
الوشاح: ينسج من أديم عريض، وتشدّه المرأة بين عاتقيها وكشحها. والتوشّح: استعمال الثوب كالوشاح، والتوشّح بالرداء: مثل التأبط والاضطباع، وهو: أن يدخل الرجل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر، كما يفعل المحرم، وكذلك يتوشح الرجل بحمائل سيفه، فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى، بينما تكون اليمنى مكشوفة. يخبر الشاعر أنه يخرج طليعة القوم على راحلته متوشّحا بلجامها فإذا أحسّ بالعدوّ ألجمها وركبها إلى الحىّ منذرا.
قوله: وشاحي فى الظرف؛ لأنّ فيه رائحة الفعل؛ أى هو فى معنى توشيحى.