للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (١) والمثل مذكّر.

الحكم الرّابع: كلّ اسم معرفة يتعرّف به ما أضيف إليه إضافة معنويّة، إلّا أسماء توغّلت في إبهامها، فهي نكرات، وإن أضيفت إلى المعارف، نحو" غير"، و" مثل" و" شبه" و" سوى" تقول: هذا غيرك، فقد أضفت" غيرا" (٢) إلى ضمير المخاطب، ولا يتعرّف به؛ لأنّ كلّ من جاوزه يتناوله لفظ" غير"؛ ولذلك وصفت به النكرة، نحو: مررت برجل غيرك، ولها فيه معنيان:

أحدهما: أنّك تريد الإخبار بأنّ مرورك وقع على/ المخاطب، ورجل آخر.

والثّاني: تريد أنّك لم تمرّ بالمخاطب، وإنمّا مررت بغيره.

فإن أوقعتها على الضّدّ، كانت معرفة، نحو قولك: عليك بغير الحركة؛ ولذلك تصف بها المعرفة، فتقول: عليك بالحركة غير السّكون، وكذلك إذا اشتهر المضاف إليه، كقوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (٣)، وهكذا حكم" مثل" و" شبه" و" سوى"، لكن بين" سوى" و" غير" فرق، وهو:

أنّ" سوى" ظرف مكان؛ فحسن قولك:" مررت برجل سواك، وقبح: مررت بسواك؛ لأنّه في معنى" مكانك"، فإذا أوليته الباء، أخرجته عن باب الظّرفيّة؛ ولهذا لم يجز وصف المعرفة بها، إلا ب" الّذى"، فتقول: مررت بزيد الذى


(١) ١٦٠ / الأنعام.
(٢) فى الأصل: غيرك.
(٣) ٧ / فاتحة الكتاب. وفي معاني القرآن للأخفش ص ٢٧:" وقوله (غير المغضوب عليهم) هو صفة" الذين أنعمت عليهم"؛ لأن الصراط مضاف إليهم فهم جرّ للإضافة وأجريت عليهم" غير" صفة أو بدلا؛ و" غير" ومثل قد تكونان من صفة المعرفة التى بالألف والّلام، نحو قولك: إنّي لأمرّ بالرجل غيرك، وبالرجل مثلك، فما يشتمني، و" غير" و" مثل" إنما تكونان صفة للنكرة، ولكنهما قد احتيج إليهما فى هذا الموضع فأجريتا صفة لما فيه الألف واللام"، وانظر أيضا: معاني القرآن للفرّاء ١/ ٧.