للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينهما، كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: خذ طرفك، قال (١):

إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة ... سهيل أذاعت غزلها فى القرائب

فأضاف الكوكب إليها؛ لجدّها في عملها إذا طلع سهيل.

الحكم السّابع: الإضافة من خواصّ الأسماء، ومع ذلك، فقد أضافوا أسماء الزّمان، والمكان إلى الجمل، من الفعل والفاعل، والمبتدأ والخبر، كقوله تعالى: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ (٢) / وكقولك: جئتك زمن الحجّاج أمير، وأجلس حيث جلس زيد، وحيث زيد جالس، وقد تقدّم ذكر ذلك (٣).

وقد يجوز، مع الإضافة إلي الفعل، إعراب الاسم وبناؤه، فإن كان الفعل معربا فالإعراب أحسن (٤)، وإن كان مبنيّا فالبناء أحسن (٤)، تقول:

هذا يوم يقوم زيد، ويوم قام عمرو، فتعرب الأوّل، وتبنى الثّاني.


(١) لم أقف على اسمه أيضا.
وانظر: ابن يعيش ٣/ ٨ والخزانة ٣/ ١١٢ واللسان (غرب). هذا، ورواية ابن الأثير: أضاعت وفى معظم المصادر أذاعت: الخرقاء: المرأة التي لا تحسن عملا، وكوكب الخرقاء: فاعل الفعل محذوف يفسّره (لاح). سهيل: كوكب معروف وهو هنا عطف بيان لكوكب الخرقاء. والقرائب:
جمع قريبة.
والمعنى: أنّ المرأة الخرقاء تجدّ في العمل عند طلوع سهيل وقت الشتاء وذلك لأنّ المرأة الكيّسة تستعد صيفا فتنام وقت طلوع سهيل، وهو وقت البرد، والخرقاء ذات الغفلة تكسل عن الاستعداد، فإذا طلع سهيل وبردت تجدّ فى العمل، وتفرّق غزلها على جاراتها في القبيلة.
(٢) ١١٩ / المائدة.
(٣) انظر ١٥٨ - ١٥٩.
(٤) قال ابن السرّاج في الأصول ٢/ ١١:" ... فإذا أضفت إلى فعل معرب فإعراب الاسم عندى هو الحسن ... وإذا أضفته إلى فعل مبنىّ جاز إعرابه وبناؤه على الفتح، وأن يبنى مع المبنىّ أحسن عندى من أن يبنى مع المعرب .. ".