للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن أردت أن تصف المعارف بالجمل جئت ب «الّذى»، وجعلت الجملة صلتها، ووصفت ب «الذى» وثنّيته، وجمعته، وأنّثته، على حسب الموصوف.

فقلت: رأيت زيدا الذي قام أبوه، ومررت بالزيدين اللّذين قام أبوهما، وبالزّيدين الذين أبوهم منطلق.

الحكم السّادس: لك في كلّ موصوف أن تجمعه وتفرّق صفاته علي عدّته وأن تقرّق الموصوف وتجمع صفاته، إذا لم يكن في الحالين مبهما؛ تقول في الأوّل: مررت بالزيدين القائم والقاعد والنائم، ومررت برجال كاتب وشاعر وحاسب، ويجوز الرّفع، علي التبعيض؛ تقول: مررت برجال كاتب وشاعر وحاسب، فإن لم تستوف العدّة فالرّفع لا غير؛ تقول: برجال كاتب وشاعر، وتقول: مررت بثلاثة رجال كاتبين وشاعر، وتقول فى الثانى: مررت بزيد وعمرو وبكر الظّرفاء/ وقد جاء فى الشّعر وصف بعضهم.

فإن كان الموصوف مبهما لم يجز فيه هذا، لا تقول: مررت بهذين الراكع والسّاجد، علي الوصف؛ لأنّ المبهم وصفته بمنزلة اسم واحد، وكذلك إن كانت الصّفة مبهمة، لا تقول: مررت بالزّيدين هذا وهذا، فإن أردت البدل جاز فيهما.

وإذا فرّقت الوصف علي الموصوفين فالأحسن أن تجعل أوّل الوصف لآخر الموصوفين، وآخره لأوّلهم؛ كيلا تكثر الفواصل، تقول: ضرب زيد عمرا الظّريف الظّريف، وزيد ضربت غلام أخيه العاقل العاقل العاقل.

الحكم السّابع: إذا اجتمعت صفتان، فالثانية لمجموع معني الموصوف: والصّفة عند قوم، وللصّفة عند قوم، نحو: مررت بزيد الظريف العاقل، ف" العاقل" صفة «زيد» و «الظّريف» معا، وقال قوم: هو صفة للأوّل،