للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثامن: لا يجوز عطف الاسم على الفعل، ولا الفعل على الاسم، فأمّا قوله تعالى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً (١)، فإنّما عطف «أقرضوا» علي معنى صلتى اسمى (٢) «إنّ»، أو أنها حال مقدّرة معها «قد» كقوله

تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً (٣)، أي: وقد كنتم (٤).

الحكم العاشر: فى العطف على الموضع.

العطف علي ضربين، عطف على اللّفظ، وعطف علي الموضع.

فالعطف علي اللّفظ: يتبع المعطوف عليه فى إعرابه، كما سبق.

وأما العطف على الموضع: فأن تعطفه على ما يستحقّه من الإعراب.

والفرق بينهما: أنّ المعطوف علي اللّفظ يعمل فيه وفيما عطف عليه عامل واحد.

والمعطوف على الموضع يعمل فيه عاملان، بتكرير العامل في الثّاني؛ إذ لم يظهر عمله في الأوّل، ويصير كأنّها جملة معطوفة على جملة، قاله ابن السّراج (٥).

والأشياء التى لها موضع من الإعراب قسمان: أحدهما مفرد، والآخر جملة.


(١) ١٨ / الحديد.
(٢) انظر: الأصول ٢/ ٣١١ والتبصرة ٥٣٤.
(٣) ٢٨ / البقرة.
(٤) انظر: إعراب القرآن، لأبى جعفر النحّاس ١/ ١٥٦.
(٥) الأصول ٢/ ٦٥.