للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا (١)، فالأولى: أن تنصب" الحجّة" وتجعل" إلّا أن قالوا" الاسم (٢)؛ لأنّ" أن" مع الفعل بمنزلة المضمر؛ حيث لا يوصف، ولا يقع حالا، والمضمر أعرف من المضاف.

فإن كان الاسم والخبر مضمرين جاز وقوع الخبر منفصلا ومتّصلا، وأولاهما: المنفصل؛ تقول: كنت إيّاه، وكان إيّاي، ويجوز: كنته، وكانني، قال الأسود (٣):

فإلا يكنها أو تكنه فإنّه ... أخوها غدته أمّه بلبانها

وأمّا إذا كانا نكرتين؛ فإن كان الكلام إيجابا لم يصحّ أن يكون الخبر إلّا ظرفا أو حرف جرّ، ويلزم تأخير الاسم وتقديم الخبر، كقولك: كان في الدّار رجل، وصار عليك دين، كما لزم تأخير المبتدأ إذا كان نكرة، وقد جاء تقديم الاسم في الإيجاب، كقولك: كان رجل من آل فلان فارسا، وتعتبر الفائدة في


(١) ٢٥ / الجاثية.
(٢) انظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٩٧.
(٣) ديوانه ٨٢.
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٤٦، وانظر أيضا: المقتضب ٣/ ٩٨ والتبصرة ٥٠٥ والإنصاف ٨٢٣ وابن يعيش ٣/ ١٠٧ والمقرّب ١/ ٩٦ والخزانة ٥/ ٣٢٧ واللسان (لبن).
الضمير في" يكنها". راجع إلى الخمر المذكورة فى بيت سابق على الشاهد، وهو قوله:
دع الخمر يشربها الغواة فإنّنى ... رأيت أخاها مجزيا بمكانها
ويعنى بأخيها: النّبيذ؛ لأنّ أصلهما العنب. واللبان: للآدميين خاصّة، يقال: هو أخوه بلبان أمّه - بكسر اللام - ولا يقال: بلبن أمّه؛ لأنّ اللّبن الذى يشرب.