للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالوا: إذا جاءت الأسماء وفيها المدح والذّمّ، وأصلها ممّا لم يسمّ فاعله، رفعت مفعولها، تقول: عجبت من جنون بالعلم زيد؛ فيصير كالفاعل، وإنّما هو مفعول.

النّوع الرّابع:

في أسماء الأفعال، وفيه فرعان:

الفرع الأوّل: في تعريفها، وهى قسمان: أسماء، وحروف.

أمّا الأسماء فعلى ضربين: متعدّ، وغير متعدّ، والمتعدّي على ضربين:

مفرد، ومضاف.

أمّا المفرد فنحو: رويدك زيدا، ليس للكاف موضع من الإعراب، ويستعمل" رويد" مصدرا، نحو: رويد زيد، وصفة، نحو: ساروا سيرا رويدا، وحالا، نحو: ساروا/ رويدا، ومنه قوله تعالى: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً" (١)، ومن المفرد: تراك، ومناع، أي: اتركها، وامنعها، قال (٢):

تراكها من إبل تراكها

وأمّا المضاف فنحو: دونك زيدا، وعندك عمرا، أي: الزمه، وحذرك زيدا، وحذارك، أي: احذره.

وأمّا غير المتعدّي: فعلى ضربين أيضا: مفرد، ومضاف:

فالمفرد نحو: صه، ومه، ونزال: أي: اسكت، وانزل.

والمضاف. نحو: مكانك، ووراءك، إذا حذّرته شيئا خلفه وقدّامه.

وأمّا الحروف فعلى ضربين: متعدّ، وغير متعدّ.


(١) ١٧ / الطارق.
(٢) هو طفيل بن يزيد الحارثيّ.
وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٤١ و ٣/ ٢٧١، وانظر أيضا: المقتضب ٣/ ٣٦٩ والكامل ٥٨٨ والتّبصرة ٥٩١ والمخصّص ١٧/ ٦٣، ٦٦ وأمالي ابن
الشّجريّ ٢/ ١١١، ١٣٥ والإنصاف ٥٣٧ وابن يعيش ٤/ ٥٠ والخزانة ٥/ ١٦٠، ٢٨٧.