للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التّحضيض فى قوله: لَوْلا أَخَّرْتَنِي (١) إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ.

الحكم السّادس عشر: إذا أعملت الناصب والرّافع فى أسماء الشّرط بطل عملها، وصارت بمعنى" الذى" كقولك: إنّ من يأتينا نكرمه، و: كان أيّهم تضربه عندك. فإن شغلت العامل بضمير الشّأن أعملتها، كقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ (٢) فإن كان العامل حرف جرّ لم يبطل عملها، كقولك: بمن تمرر أمر.

الحكم السّابع عشر: اعلم أنّ صيغة/ الأمر والدّعاء والعرض سواء، إلا أنّ الأمر لمن دونك، والدّعاء لمن فوقك، والعرض لهما، تقول في الأمر: اضرب زيدا، وفى الدّعاء ربّ اغفر لي، وفي العرض: انزل بنا.

وقد يحكى الأمر والنهى والدّعاء والعرض على لفظ الخبر، إذا لم يلتبس، تقول: أطال الله بقاءك، فالّلفظ خبر (٣) والمعنى دعاء، ومتى التبس شئ لم يجز، فتقول على هذا: لا يغفر الله له ويرحمه (٣)، تريد: ولا يرحمه، فلو قلت: ويرحمه، بالرّفع لم يجز؛ لأنّ الأوّل دعاء عليه، والثّانى (٣) دعاء له، وتقول: يغفر الله لك، على معنى: ليغفر (٣)، قال ابن السّرّاج: ومنه قوله تعالى (٣): لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ (٤)، وقوله تعالى: «رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا

اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى


(١) الآية السابقة.
(٢) ٧٤ / طه.
(٣) الأصول ٢/ ١٧١ وكل ما قبل قوله: قال ابن السرّاج أيضا فى الأصول.
(٤) ٩٢ / يوسف.