للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الآخر (١) فى الاستفهام:

هل ترجعنّ ليال قد مضين لنا ... والعيش مقتبل إذ ذاك أحيانا

وقال بعض العلماء (٢): ليس كلّ استفهام تدخل فيه مع الفعل «النّون» (٣)، بل إن كان الاستفهام عن الفعل دخلت، وإن كان عن الاسم لم تدخل، كقولك:

متى تقوم؟، لأنّ الاستفهام عن زمن القيام، والأكثر الأوّل؛ فإنّك تقول: كم تمكثنّ؟ وانظر متى تفعلنّ؟.

وقد ألحق عثمان بن جنّي النّفي بهذا (٤) الضّرب، قال شيخنا: لم أر أحدا ذكر دخول «النون» فى النّفى، وإنما (٥) قال سيبويه: وبعد «لم»؛ لأنّها لمّا كانت جازمة، أشبهت «لا» النّافية (٦)، وهذا لا يجوز إلّا فى الاضطرار. وقد أعاد عثمان هذا الحكم فى «شرح الإيضاح» (٧) فقال: وتدخل «النّون» في النّفى


(١) هو الأعلم بن جرادة السّعدىّ. وقيل: هو عبد الله بن المعتزّ. وليس في ديوانه المطبوع.
انظر: نوادر أبى زيد ٤٩٤ وأمالى ابن الشّجريّ ٢/ ١٩٨ والمغني ٨٤ وشرح أبياته ٢/ ١٧٦ والهمع ٣/ ١٧٤. والكلمة الأخيرة في البيت في كل هذه المصادر هكذا: «أفنانا»، كما أن كلمة: «مقتبل» في كل المصادر: «منقلب».
(٢) هو ابن الطّراوة. انظر: الهمع ٤/ ٣٩٩ وابن الطّراوة النحوىّ ٢٨٧.
(٣) فى الأصل: والنون.
(٤) الخصائص ٣/ ١١٠.
(٥) الغرّة، شرح اللمع (القسم الثانى من الجزء الثانى ق ٢١٧ / ب).
(٦) الكتاب ٣/ ٥١٦.
(٧) قال ابن الدّهّان في الموضع السّابق من الغرّة: «وذكر عثمان في شرح الإيضاح مثل هذا، وقال:
تدخل النّون في النّفى، ومثّل عليه بقوله تعالي: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وهذا عند غيره علي غير هذا» ويبدو أن كلام ابن الأثير هاهنا منقول عن شيخه ابن الدهّان هذا وشرح الإيضاح لابن جنّى مفقود حتّى الآن.