للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آياتِ الصفات وأحاديثها، ولا قالوا: إن الصحابة والتابعين لهم بإحسانٍ لم يعرفوا تفسيرَ القرآن ومعانِيَه.

كيف وقد أمر الله بتدبُّر كتابه، فقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: ٢٩]، ولم يقل: بعض آياته، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: ٨٢]، وقال: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [المؤمنون: ٦٨]، وأمثال ذلك من النصوص التي تبيِّن أن الله يحبُّ أن يُتَدبَّر القرآنُ كلُّه، وأنه جعله نورًا وهدًى لعباده، ومحالٌ أن يكون ذلك ممَّا لا يُفْهَمُ معناه.

وقد قال أبو عبد الرحمن السُّلمي: حدَّثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن

ــ عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود ــ أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آياتٍ «لم نجاوِزْها (١) حتى نتعلَّم ما فيها من العلم والعمل» , قالوا: «فتعلَّمنا القرآنَ والعلمَ والعملَ جميعًا» (٢).

وهذه الأمور مبسوطةٌ في غير هذا الموضع (٣).


(١) كذا في الأصل, انتقل إلى نص قولهم.
(٢) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٦/ ١٧٢) , ومحمد بن وضاح في «البدع» (٢٧٦) , والفريابي في «فضائل القرآن» (١٦٩) وغيرهم بإسنادٍ صحيح من طريق حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي, وحماد سمع من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (٤/ ٨٣, ٨٤) من طريق سفيان وهمام بن يحيى عن عطاء, وكلاهما سمع منه قبل اختلاطه كذلك. وروي من طرقٍ أخرى عن عطاء.
(٣) انظر: «بيان تلبيس الجهمية» (٨/ ٢١٥ - ٢٦١) , و «مجموع الفتاوى» (١٧/ ٣٥٦ - ٤٣٣) , والمصادر المتقدمة لمعاني لفظ «التأويل».

<<  <  ج: ص:  >  >>