(٢) ولا يعني هذا أن همَّته هذه صرفته عن التفقُّه فيما حفظ من الحديث, فإنه - رضي الله عنه - معدودٌ من فقهاء الصحابة, وذكره ابن حزم في «الإحكام» (٥/ ٩٢) في المتوسطين ممن حُفِظت عنهم الفتوى منهم. وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (١/ ٣٢): «كان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى» , وحلَّاه في «السير» (٢/ ٥٧٨) بالفقيه المجتهد, وقال في (٢/ ٦٢٠): «أفتى أبو هريرة في دِقَاق المسائل مع مثل ابن عباس». وانظر: «كشف الأسرار» (٢/ ٣٨٣). وذكر ابن الوزير في «العواصم والقواصم» (٢/ ٣٦) أن شرائط الاجتهاد كانت مجتمعةً فيه.
وجمع تقيُّ الدين السبكي فتاويه في جزء. انظر: «الجواهر المضية» للقرشي (٤/ ٥٤١) , و «البحر المحيط» للزركشي (٤/ ٣١٦, ٦/ ٢١١, ٢١٢). وإنما أراد المصنف الشأنَ الغالب عليه إن هو قُرِنَ إلى واحدٍ من كبار فقهاء طبقته ومفتيهم كابن عباس - رضي الله عنهم -. انظر: «مجموع الفتاوى» (٤/ ٥٣٢ - ٥٣٤).