للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعطوه جزءًا من الرَّبْعَة (١) فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم الْمَص، حتى قيل له: ألف لام ميم صاد.

فتأمَّل هذه الحكومةَ العادلة, ليتبيَّن لك أن الذين يَعِيبون أهلَ الحديث ويَعْدِلُون عن مذهبهم جهلةٌ زنادقةٌ منافقون بلا ريب.

ولهذا لمَّا بلغ الإمامَ أحمد عن ابن أبي قُتَيلة أنه ذُكِر عنده أهلُ الحديث بمكة، فقال: قومُ سوءٍ, فقام الإمامُ أحمد وهو ينفضُ ثوبَه، ويقول: زنديق زنديق زنديق، ودخل بيتَه (٢). فإنه عَرَف مَغْزاه.

وعَيْبُ المنافقين للعلماء بما جاء به الرسولُ قديمٌ من زمن المنافقين الذين كانوا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣).

وأما أهلُ العلم فكانوا يقولون: هم الأبدال (٤)؛ لأنهم أبدالُ الأنبياء أو قائمون مقامَهم حقيقةً، ليسوا من المعدومين الذين لا يُعْرَفُ لهم حقيقة، كلٌّ


(١) وهي المصحف المجزَّء إلى ثلاثين جزءًا توضع في صندوقٍ كلُّ جزء بجلدٍ مستقل. انظر: «تاريخ الإسلام» (٩/ ٢٢٤) , و «التاج» و «المعجم الوسيط» (ربع).
(٢) أخرجه أبو عبد الله الحاكم في «معرفة علوم الحديث» (٥) , والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (٧٤) , وأبو إسماعيل الأنصاري في «ذم الكلام» (٢٤١) , وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (١/ ٧٦).
(٣) في طرة الأصل هنا دون علامة التصحيح: «فإنهم كانوا يُدْعَون ... القُرَّاء, فقال بعض المنافقين وهو ... : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء».
(٤) أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (٤٩ - ٥٠) وغيره عن سفيان الثوري وأحمد. وانظر: «مجموع الفتاوى» (٣/ ١٥٩) , و «جامع المسائل» (٢/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>