للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمَل كتابًا من السُّلطان إلى نائبه (١).

أو نحو ذلك, فقد طال عهدي بالحكاية، حدَّثني بها الذي دخل عليه (٢) وهو ثقةٌ يعرفُ ما يقول في هذا، وكان له في هذه الفنون جَوَلانٌ كثير.


(١) قال كمال الدين المراغي: كنت أقرأ عليه في «فصوص الحكم» , فلما صار يشرحه لي أقول: هذا خلاف القرآن والأحاديث, فقال: ارم هذا كله خلف الباب واحضر بقلب صافٍ حتى تتلقى هذا التوحيد! «مجموع الفتاوى» (٢/ ٢٤٥).

ونقل عنه الذهبي نحو هذه القصة, قال: حكى لي أنه قرأ عليه في المواقف للنفري, فجاء موضعٌ يخالف الشرع, فحاققتُه عليه, فقال: إن كنت تريدُ تعرف علم القوم فخذ الشرع والكتاب والسنة فلفَّها واطرحها! قال: فمقتُّه وانقطعتُ من ذلك اليوم. انظر: «الدرر الكامنة» (٤/ ١٨٤). ونحوها في «الصفدية» (١/ ٢٤٥).
(٢) لعله الشيخ العابد الزاهد أبو القاسم كمال الدين عمر بن إلياس المراغي (ت: ٧٣٣) صاحب الحكايات السابقة, وصفه شيخ الإسلام في «الفتاوى» (٢/ ٢٤٤) بالعالم العارف شيخ زمانه. سمع الحديث, وأخذ عن البيضاوي المنهاج وغيره من كتبه ومن طريقه تروى في البرامج والأثبات, وقرأ على النصير الطوسي والتلمساني فلما تبين له ضلالهما تركهما. ترجم له الذهبي في معجمه وأثنى عليه, نقله ابن حجر في «الدرر الكامنة» (٤/ ١٨٤) وليس في مطبوعة المعجم. ولقيه ابن بطوطة وذكره في رحلته (١/ ٢٥٢). واجتمع به ابن كثير في دمشق عندما وردها سنة ٧٢٩ وسأله عن ابن تيمية فقال: «هو عندي رجلٌ كبير القدر, عالمٌ مجتهدٌ شجاعٌ صاحب حقٍّ, كثير الردِّ على هؤلاء الحلولية والاتحادية ... , واجتمعتُ به مرارًا وشكرته على ذلك, وكان أهل هذا المذهب الخبيث يخافون منه كثيرًا, وكان يقول لي: ألا تكون مثلي؟ فأقول له: لا أستطيع! ». انظر: «الرد الوافر» (٢١٦) , و «طبقات الشافعية» لابن كثير (٢/ ٧١٩) , و «المختصر في أخبار البشر» (٤/ ١٠٧).
ويحتمل أن يكون الإمام الحافظ جمال الدين المزي, فقد صحب التلمسانيَّ زمنًا ثم فارقه وتبرأ منه حين تبين له ضلاله. انظر: «تذكرة الحفاظ» (١٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>