للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسماء (١) في الاشتقاق الأكبر, وقد سمعتُ ألفاظَ التوراة بالعِبْريَّة مِن مُسْلِمة أهل الكتاب فوجدتُ اللغتين متقاربتين غايةَ التقارب، حتى صرتُ أفهمُ كثيرًا من كلامهم العِبْريِّ بمجرَّد المعرفة بالعربية (٢).

والمعاني الصحيحة (٣) إما مقاربةٌ لمعاني القرآن أو مثلُها أو بعينها، وإن كان في القرآن من الألفاظ والمعاني خصائصُ عظيمة.

فإذا أراد المجادلُ منهم [أن] يذكُر ما يَطْعَنُ في القرآن بنقلٍ أوعقل، مثل أن ينقُل عما في كتبهم عن الأنبياء ما يخالفُ ما جاء به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، أو خلافَ ما ذكره الله في كتبهم، كزعمِهم للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن الله أمرَهم بتَحْمِيم الزاني دون رجمِه= أمكَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أن يطلبوا التوراةَ ومن يقرؤها بالعِبريَّة ويترجمُها من ثقات التراجمة، كعبد الله بن سَلَام ونحوه لمَّا قال لحَبْرهم: ارفع يدَك عن آية الرجم، فإذا هي تَلُوح، ورجَم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الزانيَيْن منهما بعد أن أقام عليهم الحجَّة من كتابهم، وذلك أنه موافقٌ لما أنزله الله عليه من الرَّجم، وقال: «اللهمَّ إني أولُ من أحيا أمرَك إذ أماتُوه» (٤).

ولهذا قال ابنُ عباسٍ في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} [المائدة: ٤٤]، قال: محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - من النبيِّين الذين


(١). الأصل: «الاسمان». والمثبت من (ط) أولى بالصواب.
(٢). انظر: «مجموع الفتاوى» (٧/ ٩٥).
(٣). أي في التوراة.
(٤). أخرجه مسلم (١٧٠٠) من حديث البراء بن عازب. والقصة في البخاري (٣٦٣٥, ٤٥٥٦, ٦٨١٩, ٦٨٤١, ٧٥٤٣) ومسلم (١٦٩٩) من حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>