للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لا يتفقُ ذلك.

ولهذا قال سبحانه: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} الآية [آل عمران: ٩٣] , فأمرنا أن نطلبَ منهم إحضار التوراة وتلاوتها إن كانوا صادقين في نقل ما يخالفُ ذلك (١)، فإنهم كانوا {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران: ٧٨]، ويكتبون الكتابَ بأيديهم ويقولون هو من عند الله، ويكذبون في كلامهم وكتابهم؛ فلهذا لا تقبلُ الترجمةُ إلا من ثقة.

فإذا احتجَّ أحدُهم على خلاف القرآن بروايةٍ عن الرُّسل المتقدِّمين، مثل الذي يروى عن موسى أنه قال: «تمسَّكوا بالسَّبت ما دامت السمواتُ والأرض» (٢) = أمكننا أن نقولَ لهم: في أيِّ كتابٍ هذا؟ أحْضِروه, وقد عَلِمنا أن هذا ليس في كتبهم, وإنما هو مفترًى مكذوب (٣)

, وعندهم


(١). كما قال في تمام الآية: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
(٢). في العهد القديم, سفر الخروج, الإصحاح (٣١: ١٦): فليحفظ بنو إسرائيل السبت حافظين إياه مدى أجيالهم عهدًا أبديًّا.
(٣). قيل: إن ابن الراوندي وضعه لليهود. انظر: «العدة» للقاضي أبي يعلى (٣/ ٧٧٧) , و «التبصرة» للشيرازي (٢٥٤) , و «التلخيص» للجويني (٢/ ٣١٠, ٤٧١) , و «شرح مختصر الروضة» (٢/ ٩٥).

وتأوله بعضهم على التسليم بصحته. انظر: «المحصول» (٣/ ٣٠٥) , و «تخجيل من حرَّف التوراة والإنجيل» (٥٥٠) , و «شرح تنقيح الفصول» (٣٠٥) , و «إيثار الحق على الخلق» لابن الوزير (٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>