للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرتُ لهم, وأعطيتُهم ما سألوا، وأجَرْتُهم مما استجاروا. قال: يقولون: ربِّ، فيهم فلانٌ عبد خطَّاء، إنما مرَّ فجلس معهم. قال: فيقول: وله قد غفرتُ، هم القومُ لا يشقى بهم جليسُهم».

وفي «الصحيحين» (١) عن عروة، عن عائشة حدَّثته أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحُد؟ قال: «لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبة؛ إذ عَرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفِق إلا وأنا بقَرن الثعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سَمِعَ قولَ قومك وما ردُّوا عليك، وقد بعثَ إليك مَلَكَ الجبال لتأمُره بما شئتَ فيهم، فناداني مَلَكُ الجبال، فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهم الأخشَبَيْن» , قال - صلى الله عليه وسلم -: «بل أرجو أن يُخْرِجَ اللهُ من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشركُ به شيئًا».

وأمثالُ هذه الأحاديث الصِّحاح ما فيها مِن ذِكْر الملائكة الذين في السَّموات وملائكة الهواء والجبال وغير ذلك كثيرةٌ.

وكذلك الملائكةُ المتصرِّفون في أمور بني آدم، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتَّفق عليه (٢) حديث الصَّادق المصدوق, يقول: «ثم يُبْعَثُ إليه


(١) البخاري (٣٢٣١) , ومسلم (١٧٩٥).
(٢) البخاري (٣٢٠٨) , ومسلم (٢٦٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>