للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا لم يكن في الطَّوائف من هو أعلمُ بالحقائق وأبينُ لها منهم (١) وجبَ أن يكون كلُّ ما يُذَمُّون به مِن جَهْلِ بعضهم هو في طائفة المخالف لهم الذامِّ أكثر، فيكون الذامُّ لهم جاهلًا ظالمًا فيه شعبةُ نفاقٍ إذا كان مؤمنًا. وهذا هو المقصود.

ثم إن هذا الذي بيَّنَّاه مشهودٌ بالقلب (٢)، أعلمُ ذلك في كلِّ أحدٍ ممَّن أعرفُ مفصَّلًا (٣). وهذه جملةٌ يمكنُ تفصيلُها من وجوهٍ كثيرة، لكن ليس هذا موضعه.


(١) الأصل: «منه». والصواب ما أثبت.
(٢) تقدم بيان المراد بالشهود والمشاهدة (ص: ١٤).
(٣) أي يعلم شعبة النفاق في من يعرفه ممن يذمُّ أهل السُّنة والحديث, كأن يقول أحدهم بلسانه ما ليس في قلبه. وذلك على جهة الفراسة والمكاشفة, وقد حكى عنه ابن القيم منهما طرفًا في «مدارج السالكين» (٢/ ٥١١).
ومن هذا قوله في «اقتضاء الصراط المستقيم» (٢/ ٩٠): «والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأما إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمَد في القول والعمل فنوعٌ من النفاق في العلم والجدل والكلام والعمل».

<<  <  ج: ص:  >  >>