للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإلهيَّة الحاكم, وقد أخرجَهم عن دين الإسلام، فلا يرون الصَّلوات الخمس، ولا صيام شهر رمضان، ولا حجَّ البيت الحرام، ولا تحريمَ ما حرَّمه الله ورسولُه من الميتة والدَّم ولحم الخنزير والخمر وغير ذلك.

وهؤلاء يأمرون (١) المستجيبَ لهم أولًا إلى التشيُّع والتزام ما توجبُه الرافضة وتحريم ما يحرِّمونه، ثم بعد هذا ينقلونه درجةً بعد درجةٍ حتى ينقلونه في الآخر إلى الانسلاخ من الإسلام, وأن المقصود هو معرفةُ أسرارهم، وهو العلمُ الذي به تكمُل النفس، كما تقوله الفلاسفةُ الملاحدة، فمن حصَل له هذا العلم وصل إلى الغاية، وسقطت عنه العباداتُ التي تجبُ على العامَّة، كالصَّلوات الخمس وصيام رمضان وحجِّ البيت، وحلَّت له المحرَّماتُ التي لا تحلُّ لغيره.

فهؤلاء يجعلون الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا عظَّموه وقالوا: كان كاملًا في العلم= مِن جنس رؤوسهم الملاحدة، وأنه كان يُظْهِرُ للعامَّة خلاف ما يبطنُه للخاصَّة. وقد بينَّا مِن فساد أقوالهم في غير هذا الموضع ما لا يناسبُه هذا المقام (٢).


(١) كذا بالأصل, ضمَّن «يأمرون» معنى «يدعون».
(٢) انظر: «التدمرية» (٤٨) , و «منهاج السنة» (٣/ ٤٥٢, ٤/ ٥٥, ١٠٠, ٥١٩, ٨/ ٢٥٨) , و «مجموع الفتاوى» (٤/ ٣٢٠, ٤٧٨, ٥٠٨, ٢٧/ ١٧٤, ٢٨/ ٦٣٦, ٣٥/ ١٣١, ١٥٠, ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>