للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} الآية [الأنعام: ٥٧]، وقال: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} [هود: ١٧]، وقال: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} [النور: ٤٦]، وقال: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (١) [النور: ٦١].

فأما الأشياء المعلومةُ التي ليس في زيادة وصفها إلا كثرةُ كلامٍ وتَفَيْهُقٍ وتشدُّقٍ وتكبُّرٍ والإفصاحُ (٢) بذكر الأشياء التي يُسْتَقْبَحُ ذكرُها= فهذا مما ينهى عنه، كما جاء في الحديث: «إن الله يبغضُ البليغَ من الرجال، الذي يتخلَّلُ بلسانه كما تتخلَّل الباقِرةُ بلسانها» (٣).

وفي الحديث: «الحياءُ والعِيُّ شعبتان من الإيمان، والبَذاء والبيانُ شعبتان من النفاق» (٤).

ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن طولَ صلاة الرجل وقِصَر خطبته مئنَّةٌ مِن فقهه» (٥).

وفي حديث سعدٍ لما سأله ابنه أو لما وجد ابنه يدعو (٦).


(١). كتبت الآية في الأصل: يبين الآيات لقوم يعقلون.
(٢). الأصل: «والايضاح». والمثبت من (ط) أشبه.
(٣). أخرجه أحمد (٦٥٤٣) , وأبو داود (٥٠٠٥) , والترمذي (٢٨٥٣) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا, وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ غريب. وانظر: «العلل» لابن أبي حاتم (٢٥٤٧). والباقرة هي البقرة.
(٤). أخرجه أحمد (٢٢٣١٢) , والترمذي (٢٠٢٧) من حديث أبي أمامة مرفوعًا, وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ غريب, وفسَّر معناه تفسيرًا حسنًا.
(٥). أخرجه مسلم (٨٦٩). ومئنَّة: علامة.
(٦). كذا وقع في الأصل, أشار إليه إشارة. وسياق الحديث أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - سمع ابنًا له يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، قال: يا بني، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن عذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر». أخرجه أحمد (١٤٨٣) , وأبو داود (١٤٨٠) , وحسنه ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>