للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله: «كلُّ مسكرٍ خمر» (١)، وقول عمر على المنبر: «الخمر ما خامر العقل» (٢).

وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلُ الجنةَ من في قلبه مثقالُ ذرَّة من كِبْر»، فقال له رجل: يا رسول الله، الرجلُ يحبُّ أن يكون نعلُه حسنًا وثوبُه حسنًا، أفمِن الكِبْر ذلك؟ فقال: «لا، إن الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكِبْر بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ الناس» (٣).

ومنه تفسيرُ الكلام وشرحُه وبيانُه , فكلُّ من شرحَ كلامَ غيره وفسَّره وبيَّن تأويلَه فلا بدَّ له من معرفة حدود الأسماء التي فيه.

فكلُّ ما كان مِن حدٍّ بالقول فإنما هو حدٌّ للاسم بمنزلة الترجمة والبيان, فتارةً يكونُ لفظًا محضًا إن كان المخاطَبُ يعرفُ المحدود, وتارةً يحتاجُ إلى ترجمة المعنى وبيانه إذا كان المخاطَبُ لم يعرف المسمَّى, وذلك يكونُ بضرب المثل أو تركيب صفات, وذلك لا يفيدُ تصويرَ الحقيقة لمن لم يتصوَّرها بغير الكلام, فليُعْلَم ذلك.

وأما ما يذكرونه مِن حدِّ الشيء, أو الحدِّ بحسب الحقيقة, أو حدِّ الحقائق, فليس فيه من التمييز إلا ذكرُ بعض الصفات التي للمحدود, كما تقدَّم (٤) , وفيه من التخليط ما قد نبَّهنا على بعضه.


(١). أخرجه مسلم (٢٠٠٣).
(٢). أخرجه البخاري (٤٦١٩) , ومسلم (٣٠٣٢).
(٣). أخرجه مسلم (٩١).
(٤). (ص: ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>