للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكعبة اللذين من جهة الحِجْر. قال عمر: ألم تطف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى. قال: أليس لك في رسول الله أسوة حسنة؟ قال: بلى. قال: فانفذ عنك (١).

فقوله رضي الله عنه: "أليس لك في رسول الله أسوة حسنة" إثبات أنه يرى أن الفعل النبوي حجة. ويفيد أيضاً أنه يرى الآية دالّة على ذلك، وأن هذا هو تفسيرها، كما تقدم. وهكذا يقال في الأحاديث التالية.

٣ - عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب أكَبَّ على الركن (٢) فقال: "إني لأعلم أنك حجر، ولو لم أر حبيبي - صلى الله عليه وسلم - قبّلك أو استلمك، ما استلمتك ولا قبلتك، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" (٣).

٤ - حديث علي (٤) في مناظرته للخوارج، إذ نقموا عليه التحكيم، كان في ما قال لهم: نقموا عليَّ أني لما كاتبت معاوية، كتبت: عليّ بن أبي طالب: (يعني: لم يكتب: أمير المؤمنين) وقد جاء سهيل بن عمرو، فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بسم الله الرحمن الرحيم) قال: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم. قال: وكيف نكتب؟ قال سهيل: اكتب: باسمك اللهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فاكتب: محمد رسول الله. فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك. فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشاً. قال علي: ويقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.

٥ - حديث عائشة، عندما سئلت عن القبلة للصائم. قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله، ولكم في رسول الله أسوة حسنة (٥).


(١) أحمد ٤/ ٤٢٢
(٢) يعني الركن الذي فيه الحجر الأسود.
(٣) أحمد في المسند ١/ ٢١ قال أحمد شاكر "صحيح. وله طرق كثيرة" قلت هو في الصحاح والسنن من طرق، لكن ذكر الأسوة الحسنة ليس إلا في هذه الرواية لأحمد. وهي صحيحة.
(٤) مجمع الزوائد ٦/ ٢٣٥ وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. والحاكم في المستدرك ٣/ ١٥٢
(٥) أحمد ٦/ ١٩٢

<<  <  ج: ص:  >  >>