للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلى الأول تكون رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يفعل فعلاً: أمراً له بالوحي، أن يفعل ذلك الشيء. وقد يكون وعداً بتحقيق ذلك وبشارةً به.

فمثال ما هو أمر ما في حديث أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت في المنام أني أهاجر إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي يثرب" (١).

ومثال الرؤيا التي هي وعد وبشرى: ما روى الطبري عن ابن عباس في تفسيره قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنة للناس} (٢) قال: "يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُري أنه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذٍ بالمدينة. فعجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السير إلى مكة قبل الأجل، فردّه المشركون. فقال أناس: قد رُدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان حدّثنا أنه سيدخلها. فكانت رجعته فتنتهم" (٣). اهـ.

ثم كان تأويل رؤياه تلك، عمرة القضاء في السنة التالية.

وقد تكون رؤياه خبراً عن حكم شرعي، كرؤيته - صلى الله عليه وسلم - ليلة القدر أنها في إحدى العشر الأواخر من رمضان ثم أنسيها.

[المطلب الثاني من رأى في المنام النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل]

عقد البخاري في كتاب التعبير من صحيحه، باباً بعنوان (من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام) فذكر فيه حديثاً بألفاظ مختلفة. منها رواية أنس رضي الله عنه، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل بي". ورواية أبي سعيد: "من رآني فقد رأى الحقّ، فإن الشيطان لا يتكوّنني".


(١) البخاري ٦/ ٦٢٧ ورواه مسلم.
(٢) تفسير الطبري. ط مصطفى الحلبي ١٣٧٣هـ - ١٥/ ١١٢
(٣) سورة الإسراء: آية ٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>