للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجود ولد دون والد، وقلب جماد بهيمة. وممن قال بهذا القول القشيري (١)، وابن السبكي، وابن حجر العسقلاني (٢). ويظهر أن الباقلاني يقول به في كتابه في التفريق بين المعجزات والكرامات (٣)، حيث يرى أن السّحرة يقدرون على كل ما يقدر عليه الأنبياء، ما عدا ما أُجمع على أنهم لا يقدرون عليه، كإخراج ناقة من صخرة، وفلق البحر، وآيات موسى التسع. وإنما يقدرون على نحو الطيران في الهواء، وموت المسحور وحبّه أو بغضه. فيظهر أن قوله في خوارق الأولياء مثل ذلك.

[الأدلة]

[١ - قول المعتزلة]

الدليل الأول: احتج عبد الجبار -ونقله عن أبي هاشم الجبّائي- لإنكار خرق العادة على سبيل الكرامة، بأن إثبات ذلك إبطال لدلالة المعجزات على صدق الأنبياء. ومن أجل ذلك أنكر أن يكون للسحر حقيقة وتأثير في قلب الأعيان (٤).

وقد نوقش هذا الديل بأن الأولياء لا يتحدّون بها لإثبات دعوى النبوّة (٥)، ولو تحدّوا بها لمنع الله تعالى تأثيرها. ومثل ذلك يقوله في حق السحرة من أثبت أن للسحر حقيقة (٦).

الدليل الثاني: أن إثبات الكرامة مفسدة، لأنه ينفّر عن النظر في دلالة


(١) الرسالة القشيرية ص ٦٦٤
(٢) ابن السبكي، والمحلي، والبناني: جمع الجوامع وشرحه وحاشيته ٢/ ٤٢٠
(٣) ص ٤٨
(٤) المغني ١٥/ ٢٠٥، ٢٢٦ وفي بعض كلام عبد الجبار ما يوافق فيه قول الباقلاني. وقال إنه المعتمد. انظر المغني ١٥/ ٢٣٤
(٥) العضد: المواقف ٨/ ٢٨٨
(٦) الباقلاني: البيان ص ٩٥ - ٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>