للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمهيد في القدوة والاقتداء بالأفعال النبويّة

قد ذكرنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مكلّفاً بمهمات البيان، والتعليم، والتزكية. وأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما بعثت معلِّماً".

وقد حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمانة، وأدّى المهمة على أكمل وجه وأتّمه. فاستعمل جميع الوسائل الممكنة، لإبلاغ دين الله تعالى وتمكينه في الأرض، حتى كان بحقٍّ إماماً، بل كان إمام الأئمة، هَدَى بفعله - صلى الله عليه وسلم - كما هَدَى بقوله، حتى كان فعله نموذجاً حياً للمسلم، يتعلم منه الدين، كما يتعلمه من أقواله - صلى الله عليه وسلم -.

[درجة الإمامة في الدين]

درجة الإمامة في الدين درجة عالية، ذكر الله تعالى الذين يعملون للوصول إليها بطيّب الذّكر، وجعلهم ممن {يجزون الغرفة} إذ قالوا: {واجعلنا للمتقين إماماً} (١). وامتنّ الله بها على خليله إبراهيم بقوله: {إني جاعلك للناس إماماً}.

و (الإمام) في اللغة المتّبَع الدالّ. يقال للطريق إمام، ولرئيس القوم إمام. وقوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} (٢) قيل في تفسيره: بنبيّهم وشرعهم (٣). والإمام في الصلاة، كما في الحديث: "إنما جعل ليؤتمّ به، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا رفع فارفعوا" (٤) يرشد بفعله، فيفعل المؤتمون به كما يفعل.


(١) سورة الفرفان: آية ٧٤
(٢) سورة الإسراء: آية ٧١
(٣) لسان العرب.
(٤) متفق عليه (الفتح الكبير).

<<  <  ج: ص:  >  >>