للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة. قال الرازي: "هذه أخبار آحاد لا تفيد العلم". وأيضاً: أكثر هذه الأخبار واردة في الصلاة والحج، فلعله - صلى الله عليه وسلم - كان قد بيّن لهم أن شرعه وشرعهم سواء في هذه الصور. قال - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما تروني (كذا) أصلي". وقال: "خذوا عني مناسككم". اهـ.

والشبهة الأولى التي ذكرها، مردودة بأنّ الأخبار الواردة في ذلك وإن كان كل منها بذاته خبر آحاد، إلا أنها متواترة معنويّاً، لاتفاقها على ذلك المعنى.

والشبهة الثانية مردودة أيضاً، إذ هي دعوى مخالفة للواقع، وخيال لا حقيقة له، فإن أهل العلم والفقه منذ عصر الصحابة، ما زالوا يعتبرون الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في أفعاله ديناً وشرعاً. ولا يخلو كتاب من كتب الفقه المدللة من الاحتجاج بأفعاله - صلى الله عليه وسلم - في غير الصلاة والحج، كالطهارة، والبيع، والنكاح، والحرب، وغير ذلك. ونُقِل ذلك عن الصحابة فمن بعدهم. وإنكار ذلك مكابرة.

وقد أحسن الآمدي بالإعراض عن هاتين الشبهتين وإغفال ذكرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>