للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد وأبي داود بسندهما عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كتب الصدقة. ولم يخرجها إلى عمّاله حتى توفّي. قال: فأخرجها أبو بكر من بعده فعمل بها حتى توفي، ثم أخرجها عمر من بعدِه فعمل بها" (١) ... ثم بيّنها ابن عمر.

وخطب - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، فذكر تحريم مكة، وقال: "من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يعقل، وإما أن يقاد أهل القتيل". فجاء رجل من أهل اليمن، فقال: "اكتب لي يا رسول الله". فقال: "اكتبوا لأبي فلان" (٢).

وكان له - صلى الله عليه وسلم - كتبة يكتبون الوحي، ويكتبون له إلى عماله والمؤمنين به في أطراف الجزيرة العربية، وإلى رؤساء الدول المجاورة. ومن كتّابه زيد بن ثابت، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاوية، وسواهم كثير (٣).

وقد جمع محمد حميد الله (٤) ما أُثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من المكتوبات في شؤون التبليغ والسياسة، فكانت قريباً من ٢٨٠ وثيقة. كثير منها في دعوة الأقوام والرؤساء إلى الله تعالى. ومنها عهود ومواثيق. ومنها إعذار وإنذار وتبشير وتثبيت وأمر بالتمسّك بدين الله. ومنها تفصيل لأحكام شرعية يُلزم بها كمقادير الزكاة ومقادير الدِّيات.

وهذا يؤكد أنه - صلى الله عليه وسلم - اتخذ الكتابة وسيلة لبيان أحكام الشريعة وتبليغها. وأن البيان يحصل بها ويتم.

وقد جمع رسائله أيضاً عليّ بن حسين الأحمدي (٥) في مجلد ضخم، فيه أكثر من ١٧٠ وثيقة.


(١) نيل الأوطار: ٤/ ١٣٩
(٢) رواه البخاري ١/ ٢٠٥ وأبو داود.
(٣) انظر: حصر كتابه - صلى الله عليه وسلم - في زاد المعاد لابن القيم، والبداية والنهاية لابن كثير، وغيرهما.
(٤) انظر كتابه: "الوثائق السياسية والإدارية للعهد النبوي والخلافة الراشدة" بيروت، دار الإرشاد، ١٣٨٩ هـ.
(٥) انظر كتابه: "مكاتيب الرسول" بيروت، دار المهاجر (د. ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>