واستدلّ المالكية والشافعية والحنابلة (١) على جواز الجعالة بقول يوسف: {ولمن جاء به حِمل بعيرٍ وأنا به زعيم} (٢).
واستدلّ عبد الكريم زيدان (٣) بخروج موسى (خائف يترقب) على أخذ الداعي للحذر.
واستدلّ البعض (٤) على إباحة صناعة التماثيل بما في قصة سليمان: {يعملون له ما يشاء من محاريبَ وتماثيلَ وجِفانٍ كالجوابِ وقُدورٍ راسيات} (٥).
واستدلّ ابن عباس على السجود في سورة (ص) بفعل داود عليه السلام.
واستدلّ غيره على جواز تولي العمل لدى الكفار، وعلى جواز طلب الوظائف الرئاسية، وإدلاء الطالب بما عنده من الصفات والخصائص والخبرات، بقول يوسف: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} (٦).
واستُدِلّ (٧) بقصة الخضر في خرق السفينة -والراجح أنه نبي- على جواز تعييب ملك الغير لأجل إنقاذه من السرقة أو التلف.
ولا بدّ عند الاستدلال بمثل هذا من النظر في ما يعارضه، على الطريقة المعهودة في سائر الأدلة.
وعليه فلا يتم الاستدلال بقتل الخضر غلاماً، وإلقاء يونس في البحر عند
(١) انظر ابن قدامة: المغني ٥/ ٦٥٦
(٢) سورة يوسف: آية ٧٢
(٣) أصول الدعوة ص ٤٢٤
(٤) الأستاذ عبد المجيد وافي، في مجلة (الوعي الإسلامي) الكويتية، عدد ٣٦ ص ٥٦ وقد رددت عليه في مجلة (المجتمع) الكويتيه في العدد الصادر ٢٤ شوال١٣٩٠هـ - ص ١٧ وما بعدها. وقد نقل جزءاً كبيراً من مضمون هذا الرّدّ الشيخ محمد علي الصابوني في كتابه (روائع البيان في أحكام القرآن) في تفسير سورة سبأ دون أن يشير إلى مصدره، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(٥) سورة سبأ: آية ١٣
(٦) سورة يوسف: آية ٥٥
(٧) ابن عبد السلام: قواعد الأحكام ١/ ٧٩