وقال ابن جني: فالباء زائدة. وهكذا صار إلى ما صرفنا عنه وسوَّاً إلينا التمسك به.
وقال المرادي: لا تلقوا مضمن: تفضوا، وقيل: حذف المفعول والباء السببية أي لا تلقوا أنفسكم بسبب أيديكم كما تقول: لا تفسد حالك برأيك قاله المبرد.
وقال البغوي: قيل الباء زائدة يريد ولا تلقوا أيديكم أي أنفسكم أي بما كسبتم إلى التهلكة، وقيل: الباء في موضعها وفيه حذف أي لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة. (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وتزداد الباء في المفعول، ذكر ذلك ابن يعيش نقلا عن سيبويه وكذلك السيوطي والزركشي وذكر ابن جني:(بأيديكم) الباء زائدة وأنشد أبو زيد في النوادر:
بحسبك في القوم أن يعلموا ... بأنك فيهم غني معز فزاد الباء في المبتدأ. أ. هـ
وذكر البيضاوي: أن الباء مزيدة والمراد بالأيدي الأنفس وقيل: لا تجعلوها (أي التهلكة). آخذة بأيديكم، ولا تلقوا بأيديكم إليها فحذف المفعول، وعدي الإلقاء بـ (إلى) لتضمنه معنى الإنهاء. أ. هـ.
أقول: التضمين جرى في الفعل: (ألقى) بمعنى (رمى) وهما أخوان، الآية تريد أن تجعل الرمي في المهالك مسببا عما كسبته أيدي الناس المفرطين