للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

قصيدته هذه.

قال أبو عمر (٣٤٣) : يعني بقوله «بنت مخزوم» فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فيما ذكر أهل النسب، وهي أمّ أبي طالب وعبد الله والزبير بني عبد المطلب وقوله «ومن ولدت أبناء زهرة منهم» يعني حمزة وصفيّة: أمهما هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة؛ والعباس وابن أمه شقيقه ضرار بن عبد المطلب، أمهما نثيلة امرأة من النمر بن قاسط. وسمية أم أبي سفيان، وسمراء أم أبيه.

قال (٣٤٩) : ومن جيد شعر حسان ما ارتجله بين يدي النبيّ صلّى الله عليه وسلم في حين قدوم بني تميم إذ أتوه بخطيبهم وشاعرهم ونادوه من وراء الحجرات: أن اخرج إلينا يا محمد فأنزل الله فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (الحجرات: ٤- ٥) وكانت حجراته صلّى الله عليه وسلم تسعا كلها شعر معلقة من خشب العرعر. فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم إليهم وخطب خطيبهم مفتخرا، فلما سكت أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس أن يخطب بمعنى ما خطب به خطيبهم، فخطب ثابت بن قيس فأحسن، ثم قام شاعرهم وهو الزبرقان بن بدر فقال «١» : [من البسيط]

نحن الملوك فلا حيّ يقاربنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع

ونحن نطعم عند القحط مطعمنا ... من الشواء إذا لم يؤنس القزع

وتنحر الكوم عبطا في أرومتها ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا

تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا

(٣٥٠) ثم جلس. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لحسان: قم، فقام وقال «٢» :


(١) السيرة ٢: ٥٦٣.
(٢) السيرة ٢: ٥٦٤ وديوان حسان ١: ١٠٢.

<<  <   >  >>