للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنّ الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بيّنوا سنّة للناس تتبع

يرضى بها كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا

قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك فيهم غير محدثة ... إن الخلائق- فاعلم- شرّها البدع

إن كان في الناس سبّاقون بعدهم ... فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع

لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا

ولا يضنّون عن جار بفضلهم ... ولا يمسهم في مطمع طبع

أعفّة ذكرت في الوحي عفّتهم ... لا يبخلون ولا يرديهم طمع

خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا ... ولا يكن همّك الأمر الذي منعوا

فإن في حربهم- فاترك عداوتهم- ... شرّا يخاض إليه الصّاب والسّلع

أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفرقت الأهواء والشّيع

فقال التميميون عند ذلك: وربكم إن خطيب القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم أشعر من شاعرنا، وما أنصفنا وما قاربنا.

قال ابن إسحاق في «السير» (٢: ٥٦٧) فلما فرغ القوم أسلموا وجوزهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم.

قال أبو عمر (٣٥١) : وتوفي حسان بن ثابت رحمه الله تعالى قبل الأربعين في خلافة علي رضي الله تعالى عنه، وقيل بل مات سنة خمسين، وقيل بل سنة أربع وخمسين، ولم يختلفوا أنه عاش مائة وعشرين سنة، منها ستون في الجاهلية وستون في الإسلام.

فائدتان لغويتان:

الأولى: قوله: كما نيط خلف الراكب القدح الفرد: في «الغريبين» في الحديث لا تجعلوني كقدح الراكب أراد لا تؤخّروني في الذّكر، والراكب يعلّق قدحه في آخرة رحله عند فراغه ويجعله خلفه. قال حسان: كما نيط خلف الراكب القدح الفرد.

<<  <   >  >>