وقال ابن فتحون في كتابه «ذيل الاستيعاب» : ذكر ابن وهب بسند عن رجل من قريش قال: لما حاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلم خيبر، جاع بعض الناس، فافتتحوا حصنا من حصونها، فأخذ رجل من المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري فأخذه منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلّ بينه وبين جرابه، فذهب به إلى أصحابه. انتهى.
وقال السهيلي في «الروض الأنف»(٦: ٥٦٠- ٥٦١) : ذكر ابن إسحاق حديث عبد الله بن مغفل ولم يذكر اسم صاحب المغانم. وروي عن ابن وهب أنه [قال] :
كان على المغانم يوم خيبر أبو السير كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري.
وكذلك قال فيه ابن بشكوال في كتابه «المعجم» : كعب بن عمرو بن زيد، فجعلوا اسم والد عمرو زيدا، وجعله ابن إسحاق وابن عبد البر في اسم ولده عبد الله بن كعب في الفصل الذي قبل هذا: عوفا. وكذلك نسب ابن حزم عبد الله بن كعب في «الجماهر»(٣٥٢) ، وأخاه عبد الرّحمن بن كعب فقال:
عبد الرّحمن بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أحد البكائين المذكورين في القرآن، وأخوه عبد الله بن كعب بدري. انتهى ولم يذكره أبو عمر ابن عبد البر في كتابه، وذكره ابن فتحون وغيره حسبما تقدم.
وفي يوم حنين قال القاضي محمد بن سلامة القضاعي في كتاب «الأنباء» :
كان بها من السبايا ستة آلاف ومن الإبل والغنم ما لا يدري عدده.
وروى ابن فارس «١» في كتابه «مسند الزهري» عن سعيد بن المسيب أن النبي صلّى الله عليه وسلم سبى يومئذ ستة آلاف بين امرأة وغلام، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليهم أبا سفيان بن حرب. انتهى.
(١) هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي الحافظ النيسابوري يروي عنه البخاري باسم محمد بن عبد الله أو محمد بن خالد، لم يكن أحد أعلم بحديث الزهري منه، وكان ثقة صدوقا توفي سنة ٣٥٨، وصنف حديث الزهري وجوده (تهذيب التهذيب ٩: ٥١١- ٥١٦) .