للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فى سنّ الصّغر، وكان بالبلاد يشار إليه فى البلاغة والتقدّم فى علم الحديث والفضل التّام، وأخذ النّاس عنه بالمشرق والمغرب.

وهو وهم من الأستاذ، فإنّه ولد بمصر، ولم يكن فى علم الحديث كما وصف، وقد نبّه على الوهم الحافظ أبو الفتح (١) القشيرىّ، وقد وهم فيه أيضا جماعة من المتأخرين، وقالوا فيه: يعرف بابن المزيّن .. ، وشبيه (٢) الوهم أبو العبّاس أحمد القرطبىّ مختصر «صحيح» مسلم، و «صحيح» البخارىّ، وصاحب كتاب «المفهم (٣)»، فهو كبير فى العلم، ومقدّم فى علم الحديث، وهو يعرف بابن المزيّن.

والقرطبىّ القنائىّ هذا مقدّم فى الأدب، متمسك منه بأقوى سبب، وأكثر مقامه بقنا، وتوفّى بها، وله بها ذرّيّة.

وكان يكاتب الرؤساء الأعيان من الأمراء والوزراء والقضاة، وله ترسّل، جمع منه مجلدة وقفت عليها، وأخبرنى من يوثق به أنّه لمّا تزوّج بقنا عمل شيئا كثيرا، فقال له أبوه، وكان من العلماء الصالحين: أرسلت إلى الشّيخ الحسن (٤) بن عبد الرّحيم شيئا؟

فقال: لا، فقال: ما يحمله إلّا أنت، فأخذ طبقا على رأسه، وحمله إلى الشّيخ الحسن؛ وأخبر أباه بذلك، فدعا له أن يرفع الله قدره.

وكتبت من ترسّله هذا الكتاب، جواب كتاب الشّيخ تقىّ (٥) الدّين بن دقيق العيد، لما تضمّنه من البلاغة، وأوّله بعد البسملة:


(١) هو محمد بن على بن وهب، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) كذا فى الأصول، والمعنى: «وشبيهه الذى سبب الوهم».
(٣) هو «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» ذكر فيه أنه لما لخص صحيح مسلم ورتبه وبوبه، شرح غريبه ونبه على نكت من إعرابه، وعلى وجوه الاستدلال بأحاديثه، وهو من أجل الكتب، وحسبه اعتماد الإمام النووى عليه فى كثير من المواضع؛ انظر: كشف الظنون/ ٥٥٧.
(٤) هو الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٥) هو محمد بن على بن وهب، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>