«يخدم المجلس العالى العالمى صفات، يقف الفضل عندها، ويقفو الشّرف مجدها، وتلتزم المعالى حمدها، وسمات يبسم ثغر الرّئاسة منها، وتروى أحاديث السيادة عنها، الصّدرىّ الرئيسىّ المفيدى، معان استحقّها بالتمييز، واستوجبها بالتّبريز، وسبكته الإمامة لها فألفته (١) خالص الإبريز، ومغان أقرّته فى سويدائها، وأطلعته فى سمائها، العلّامىّ الفاضلىّ، التقوى نسب اختصّ بها اختصاص التّشريف، لا تشريفا له فالشّمس تستغنى عن التّعريف، لا زالت إمامته كافلة بصون/ الشّرائع، واردة من دين الله وكفالة رسول الله أشرف الموارد وأعذب الشّرائع، آخذة بآفاق سماء الشّرف فلها قمراها والنّجوم الطّوالع، قاطعة أطماع الآمال عن إدراك فضله، وما زالت تقطع أعناق الرجال المطامع، صارفة عن جلالته مكاره الأيّام صرفا لا تعتوره القواطع، ولا تعترضه الموانع.
«وينهى ورود عذرائه التى لها الشّمس خدر والنّجوم ولائد، وحسنائه التى لها اللفظ درّ والدّرارىّ قلائد، ومشرفته التى لها من براهين البيان شواهد، وكريمته التى لها الفضل ورد والمعالى موارد، وبديعته التى لها بين أحشائى وقلبى معاهد.
وآيته الكبرى التى دلّ فضلها … على أنّ من لم يشهد الفضل جاحد
وأنّك سيف سلّه الله للورى … وليس لسيف سلّه الله غامد
فامثلها يحسن صوغ السّوار، ولفضلها يقال: أناة أيّها الفلك المدار، وإنّها فى العلم أصل فرع نابت، والأصل عليه النّشأة والقرار، وفرع أصل ثابت، والفرع [فيه] الورق والثّمار، هذه التى وقفت قرائح الفضلاء عند استحسانها، وأوقفتنى على قدم التعبّد لإحسانها، وأيقنت أنّ مفترق الفضائل مجتمع فى إنسانها، وكنت أعلم علمها بالأحكام الشّرعيّة، فإذا هى فى النّثر ابن مقفّعها، وفى الفضائل أخو حسّانها.