للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بين إصبعين، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، الذى وطّن الإسلام بعد اغترابه، وجبر صدع التوحيد بلطف خبره فهدى الورى [به]، ووصل حبل الإيمان [وقد أشرف] على انقضائه وانقضابه (١)، فصدع بما أمر وقضى به، وأنزل عليه ما أتى به فى محكم كتابه متشابها وغير متشابه، فبهرت الألباب آياته، وقهرت الفطن (٢) بيّناته، وظهرت معجزاته، وتحيّرت العقول فى حكمه، واعترفت الألسن بالقصور عن كلمه، فتحدّى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جميع الأمم على اختلاف فطنها وفطرها، وتصاريف أقدارها وقدرها، فظهر عجزهم عند إعجازه، وبان لهم ما أوجبه الله من إعظامه وإعزازه، فصلّى [الله] عليه وعلى آله أئمة الأمّة، وكفلاء الإسفار عند كلّ غمّة، وحجج الله على البرايا، وألسنة العدل فى القضايا، والمصلّى عليهم فى البكر والعشايا، وعلى أصحابه الذين اتخذوه من عزائمهم بما سلّم له ودان، كلّ قاص ودان، وأيّدوه بجنود تمشى إلى الأعداء، وهى من الرّدينيّة (٣) فى أردان (٤)، وجرّدوا سيوف جهادهم وشرّدوها عن الأجفان، حتى أقرّوا منام الأنام فى الأجفان، وانتصبوا أعلاما للأيمان، أشارت إليها الأصابع وأصفقت (٥) عليها الأيمان، فأعذبوا موارد الحكم والأحكام، التى عليها ضمان حياة الأنفس ورىّ الظمآن، صلاة يبقى (٦) بعد النّهار


(١) انقضابه: انقطاعه وزنا ومعنى؛ القاموس ١/ ١١٧.
(٢) سقطت هذه الفقرة من ز.
(٣) الرماح والقنا: رماح رديتية وقناة ردينية، زعموا أن النسبة لامرأة السمهرى التى تسمى «ردينة»، وكانا يقومان القنا بخط هجر؛ انظر: الصحاح/ ٢١٢٢، واللسان ١٣/ ١٧٨.
(٤) الأردان والأردنة جمع ردن- بضم الراء- أصل الكم، وقيل مقدمه، وقيل أسفله، وقيل الكم كله- وأردنت القميص وردنته تردينا: جعلت له ردنا؛ قال قيس بن الخطيم الأنصارى:
وعمرة من سروات النسا … ء تنفح بالمسك أردانها
انظر: الصحاح/ ٢١٢١، واللسان ١٣/ ١٧٧، والقاموس ٤/ ٢٢٧.
(٥) أصفقت: عقدت وأطبقت: القاموس ٣/ ٢٥٤.
(٦) فى ز: «تنفى» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>