للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلما تتزيّن به الطلبة جادت به يد الدّهر على أبنائه، ألا وهى [هذه] المدرسة الشريفة مواقعها، الشريقة (١) مطالعها، الكريمة منازعها، العميمة منافعها، التى تتهادى أمناؤها وهى فى أثواب الثواب تتهادى، وتتمادى عليها الأحقاب فلا تنسى إذا ما نسى ما تتوالى عليه الأيام وتتمادى، ويدعو المتقرّب بها إلى أن يدعى من مكان قريب ليوفّى أجره الجزيل وينادى، وهو السيّد الأجلّ الأمير سابق الدّين أعزّ الله نصره ونصر عزّته، وبسط مدّته، ومدّ بسطته (٢)، ورفع قدره، وقدّر رفعته، ولا زالت أيّامه مضامين الحسنات، وتواريخ السّنن (٣) المستحسنات، ومواليد الخيرات الحسان، ومقاليد لأبواب العدل والإحسان، فهو المؤثر من الآثار الجميلة ما تمسّك فيه من التّقوى بالسبب الأقوى، المؤثر من الورع ما خلّده خلده سالكا طريق النّجاة فى السرّ والنّجوى، الناشر من صحائف المعروف ما تنطوى على محبتها القلوب وهى لا تطوى، المستمسك من الخلال الشريفة بما تظمأ إليه النّفوس [المنيفة] وتروى حين تروى، البانى وكلّ بان بناؤه لغيره وبناؤه لنفسه، الغارس من أعمال البرّ ما يرجو أن تكون الجنّة ثمرة غرسه، المنهج للشّرع الشريف بحفظ أصوله حتّى كأنّ كلّ يوم من أيام عمارته وإمارته يوم عرسه، المثابر على عمارة بيوت أذن الله أن ترفع عالما أنّها خير البيوت،/ الصّابر صبر الواثق أنّما هو فى كفالة الاستحقاق من الأجر لا يفوت، المبقى عقبا صالحا من البناء، والبناء هو العقب الذى يحيا به معقبه ولا يموت، الشّائد من المعروف ما أسّسه أوّلوه، الدّائم الولاية بعدله وفضله وقد يختلف أولو الأمر إذا فارقوه أو ولّوه، الموجد فيه نصّا من العدل ما كان الفضلاء قبله أوّلوه، القاصد بمساعيه متاجر الخيرات المربحات، القاصر بواعث إرادته على إدخال الباقيات الصالحات، المبادر مسارعا إلى اشتراء الباقى بالفانى


(١) كذا فى الأصول، والشريق: الشمس، ولعلها؛ «الشرقية مطالعها».
(٢) أى: أبقى الله نعمته وسعادته.
(٣) فى ز: «السنين»، وفى ط: «السير».

<<  <  ج: ص:  >  >>