للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خير من حمر النّعم، فإنّ سرّ الشّيخ رحمه الله ظهر فيه، حتّى نطق فى المعارف بملء فيه، وأبدى من سرّه ما كان يخفيه.

وكرامات سيّدى عبد الرّحيم مستغنية عن التّعريف، تكثر [عن] أن يسعها تأليف، أو يقوم بها تصنيف، وقد ذكر النّاس منها ما يشفى الغليل، ويبرئ العليل، فاكتفيت منها بالقليل.

وليس يصحّ فى الأذهان شئ … إذا احتاج النّهار إلى دليل

وقد ذكره الإمام الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذرىّ فى «وفياته (١)»، معظّما له، معترفا ببركاته فقال:

«الشّيخ الزّاهد عبد الرّحيم، كان أحد الزّهاد المذكورين، والعبّاد المشهورين، ظهرت بركاته على جماعة من أصحابه، وتخرّج عليه جماعة من أعيان الصّالحين بصالح أنفاسه» انتهى.

وللشّيخ عبد الرّحيم مقالات فى التّوحيد منقولة عنه، ومسائل فى علوم القوم تلقّيت منه، وكلمات لا تستفاد من كلمات الأعراب، وأحوال هى فى نهاية الإغراب، وكان مالكىّ المذهب، كتابه «المعونة (٢)».

حكى لى الشّيخ الصالح الفاضل الثّقة العدل ضياء الدّين منتصر (٣) بن الحسن خطيب أدفو، عن الشّيخ [العالم] العارف كمال الدّين علىّ (٤) بن محمد بن عبد الظّاهر نزيل إخميم، وحكى لى أيضا ابنه الشّيخ العارف أبو العبّاس، ابن الشّيخ كمال الدّين


(١) هى: «التكملة لوفيات النقلة» انظر: كشف الظنون/ ٢٠٢٠.
(٢) يقصد بعبارة: «كتابه المعونة» أن الكتاب الذى قرأه ودرسه فى مذهب الإمام مالك هو كتاب «المعونة» فى شرح الرسالة للقاضى عبد الوهاب المعروف بابن الطوف المالكى المتوفى عام ٤٢٢ هـ، انظر: كشف الظنون/ ١٧٤٣.
(٣) ستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هو على بن محمد جعفر، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>