للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفى هذا المعنى نظمت أنا شعرا:

لا تلينّ الدّهر أمر الورى … واقنع من الرّزق ببعض النّوال

لو لم يكن فى الحشر فيه سوى … طول وقوف المرء عند السؤال

لكان أمرا مؤلما محزنا … يلهيك عن أهل وجاه ومال

ودرّس بالفاضليّة (١)، والمدرسة المجاورة للشافعىّ، و «الكامليّة» (٢)، و «الصالحيّة» (٣) بالقاهرة، ودرّس بقوص بدار الحديث ببيت له، وله فى القضاء آثار حسنة، منها انتزاع أوقاف كانت أخذت واقتطعت لمقطّعين، ومنها أنّ القضاة كان يخلع عليهم الحرير، فخلع على الشّيخ الصّوف فاستمرّ، ورتّب مع الأوصياء «مباشرا» من جهته وغير ذلك، وكان يكتب إلى «النوّاب» (٤) يذكّرهم ويحذّرهم.

وممّا اشتهر من كتبه [ما كتب به] إلى المخلص البهنسىّ قاضى إخميم، وكان من القضاة فى زمنه، كتابا [أوّله] بعد البسملة:

«(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ، لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ).

«هذه المكاتبة إلى فلان الدّين، وفّقه الله تعالى لقبول النّصيحة، وآتاه لما يقرّبه إليه قصدا صالحا ونيّة صحيحة، أصدرها إليه بعد حمد الله الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصّدور، ويمهل حتّى يلتبس الإمهال بالإهمال على المغرور، تذكّره بأيّام الله تعالى «وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ»، وتحذّره صفقة من باع الآخرة بالدّنيا فما أحد سواه مغبون، عسى الله أن يرشده بهذا التّذكار وينفعه، وتأخذ هذه النّصائح


(١) انظر الحاشية رقم ٥ ص ٢٧٢.
(٢) انظر الحاشية رقم ٤ ص ٢٤٣.
(٣) انظر الحاشية رقم ٣ ص ١٠٦.
(٤) يقصد ثواب الأحكام وهم القضاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>