للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن اجتمع بفلان وقل له: بلغنى أنّ القاضى يريد أن يعزلنى، وأظهر التألّم من ذلك، واسأله التحدّث معه فى الاستمرار، ثمّ اجتمع بفلان وعرّفه أيضا ذلك وسله الحديث، ففعل، فقال القاضى: ما هذا الحرص إلّا أورثنى ريبة فصرفه.

ثمّ توجّه إلى أسنا حاكما ومعيدا (١) بالمدرسة العزّية بها، وكان المدرّس بها النّجيب (٢) بن مفلح من تلامذة/ الشّيخ مجد الدّين أيضا، ثمّ توفّى النّجيب وأضافوا إلى الشّيخ بهاء الدّين التّدريس، فصار حاكما مدرّسا.

وفتح أسنا، فإنّه كان فيها التشيّع (٣) فاشيا، فما زال يجتهد فى إخماده، وإقامة الأدلة على بطلانه، وصنّف فى ذلك كتابا سمّاه «النصائح (٤) المفترضة فى فضائح الرّفضة»، وهمّوا بقتله فحماه الله [منهم]، وما زال دأبه ذلك إلى أن رجع جمع كبير عمّا كانوا عليه، وتفقّه عليه خلق كثير منها.

وكان فيه إحسان وحسن خلق، وصار بنو السّديد من طلبته، فشدّوا به، وبلغنى أنّ بعض الأسنائيّة قال له: يا سيّدى زال عنّى أمر السبّ واعتقدت فضل الصّحابة، غير أنّى ما قدرت على نفسى أن توافق على تفضيل أحد على علىّ [رضى الله عنه]، [ف] قال له الشّيخ: بقيت تحتاج إلى مسهّل .....

فهو أحد من فتح البلاد، وانتفع به العباد، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل جزاءه فى الآخرة أوفر الأجزاء.

وأخذ عنه العلم جمع كبير، طبقة بعد طبقة، منهم الشّيخ الإمام تقىّ الدّين


(١) انظر فيما يتعلق بالإعادة والمعيد الحاشية رقم ٢ ص ٩٣.
(٢) هو عثمان بن مفلح أبو عمرو النجيب؛ انظر ترجمته ص ٣٥٨.
(٣) انظر فيما يتعلق بالشيعة والتشيع الحاشية رقم ٦ ص ٣٤.
(٤) ذكره حاجى خليفة، انظر: كشف الظنون/ ١٩٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>