كتاب ذيل ابن العراقي على العبر

سنة سبع وسبعين وسبع مئة - [الحافظ العلامة] الرحلة الزاهد بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل الأموي، العثماني، المكي، ثم المصري، الشافعي. - ج: 2 - ص: 410

تقيّ الدّين السّبكيّ، والشّيخ شمس الدّين الأصبهانيّ، والشّيخ أثير (١) الدّين أبي حيّان.

واشتغل بالفقه، والأصلين، والعربيّة، والمنطق. وأحكم علم الحديث؛ وتخرّج بأبي الفتح ابن سيّد النّاس، والقطب [٨٦ ب] عبد الكريم (٢) ، وجالس المزّيّ، والبرزاليّ، والذّهبيّ، ووصل إلى درجة الحفظ.

وكان إماما عالما، مبرّزا، ورعا، زاهدا، متعبّدا، كبير القدر، كثير التّقشّف، وحصل له بذلك نوع من السّوداء (٣) .

وأعاد بالشّافعيّ والقلعة، ودرّس الحديث بالمنصوريّة، وولي مشيخة الخانقاه الكريميّة (٤) . وأضرّ في أواخر عمره وانقطع بسطح جامع

---

= علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي بكر الأردبيليّ التبريزيّ الشاميّ المتوفى سنة ٧٤٦ هـ‍ (طبقات الشافعية للسبكي: ١٠/ ١٣٧ - ١٣٨، ومنتخب المختار: ١٤٦ - ١٤٩).
(١) في ب: «والشيخ أبي حيان» وفي الأصل: «أمين الدين» وهو تحريف ظاهر.
(٢) هو قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبي ثم المصري، المؤرّخ المشهور والمحدث المسند المتوفى سنة ٧٣٥ هـ‍ (ذيل العبر للذهبي: ١٨٦ - ١٨٧، ومرآة الجنان: ٤/ ٢٩١ - ٢٩٢).
(٣) السوداء: مرض عقلي نفساني يلازم مرحلة العمر الانحدارية ما بين سني الأربعين والستين، ويميّز بطروء حالة فجائية من الانقباض العاطفي الشديد والقلق ورغبة الانتحار. ويقال له سوداء انطوائية أو ماليخوليا انطوائية (الموسوعة العربية الميسرة: ١٠٢٩).
(٤) الخانقاه الكريميّة: نسبة إلى القاضي كريم الدين عبد الكريم بن إسحاق ابن المعلم هبة الله ابن السّديد القبطي المعروف بكريم الدين الكبير المتوفى سنة ٧٢٤ هـ‍، أنشأها في سنة ٧٢٢ هـ‍ بالقرافة الصغرى بالإمام الشافعي (بالقاهرة) وأوقف عليها أوقافا. (بدائع الزهور: ١/ ١٦٢).