للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرابلس في عاشر رمضان ونزل القصر الظّاهريّ. ثم جهّز العساكر الشّاميّة إلى غزّة ليحفظوها من المصريّين. ثم خرج هو بمن بقي من الأمراء بعد صلاة الجمعة ثاني عشر شهر (١) رمضان وأخرج معه القضاة والموقّعين فوصلوا إلى قريب الصّنمين (٢) فلمّا كان اللّيل جاءهم الخبر: إنّ عساكرهم اقتتلوا (٣) واختلفوا، ونهبتهم العرب بقرب غزّة. فكرّ راجعا بمن معه ولحقهم منجك أواخر النّهار فباتوا ليلتئذ، وأصبح نائب طرابلس وجماعة من أمراء دمشق لا خبر (٤) لهم؛ فخارت قوى نائب الشّام وسقط في يده؛ وشرع من حوله في التّفرّق عنه. ولم يبق ممّن كان [٢ ب] معه ممّن عليه العمدة سوى: منجك وأسندمر وجبرائيل حاجبه ومعهم دون المئتي نفس. وخرج العسكر السّلطاني (٥) في خدمة الملك المنصور والأمير يلبغا وصحبتهم الخليفة المعتضد وقضاة العسكر، فوصلوا إلى منزلة الكسوة (٦) في رابع عشري (٧) رمضان؛ فتحصّن إذ ذاك نائب دمشق ومن معه بالقلعة، وغلّقت


= أسافله على أعاليه، ثم يرسل فيرتفع ذنبه الذي فيه الكفة فيخرج الحجر منه فما أصاب شيئا إلا أهلكه. (صبح الأعشى: ٢/ ١٣٧).
(١) «شهر» سقطت من ب.
(٢) مثنى صنم: قرية من أعمال دمشق في أوائل حوران بينها وبين دمشق مرحلتان. (معجم البلدان: ٣/ ٤٣١).
(٣) تحرفت في الأصل إلى: «انتقلوا». وما أثبتناه موافق لما في ذيل العبر للحسيني: ٣٤١.
(٤) في ذيل العبر للحسيني: ٣٤٢: «لا حسّ لهم ولا خبر».
(٥) يريد به المصريين.
(٦) الكسوة: قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. . . «معجم البلدان: ٤/ ٤٦١».
(٧) في الأصل: «عشرين» وما أثبتناه من ب، وهي كثيرة الحصول في هذا الكتاب، وسنهمل الإشارة إليها مستقبلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>