للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبواب دمشق؛ وأشرف النّاس على خطّة صعبة، وتأهّبوا للحصار، وأصبح الأمراء يوم الخميس بدمشق لابسين السّلاح، وقطعوا الأنهار الدّاخلة إلى القلعة؛ فقلق النّاس لذلك وخافوا الهلاك فلمّا كان من الغد وقت صلاة الجمعة فتحت أبواب البلد واستبشر النّاس بذلك، وأصبح السّلطان قد نزل المخيّم ظاهر دمشق ومعه العساكر، والأمير علاء الدّين الماردانيّ-الذي كان (١) نائب حماة-بخلعة نيابة دمشق، وهذه النّيابة الثّالثة. وراسلوا بيدمر فاتّفق الصّلح بين الفريقين بعد محاورة (٢) طويلة، ودخل قضاة الشّام بينهم في ذلك فنزلوا من القلعة بالأمان ليلة الاثنين تاسع عشري رمضان، فسرّ النّاس بذلك سرورا عظيما. ولمّا نزل بيدمر، وأسندمر، ومنجك، وجبرائيل إلى وطاق (٣) الأمير يلبغا قيّدوا بأمره وأخذوا إلى القصر الظّاهريّ محتفظا بهم. ثم أرسلوا إلى الدّيار المصريّة (٤) . ودخلت العساكر المصرية والشّاميّة، وعيّدوا بدمشق آمنين. ودخل السّلطان القلعة وأقاموا إلى عاشر شوّال ثم ترحّلوا سالمين. [٣ أ].

وفيها أمسك الصّاحب فخر الدّين ابن خصيب (٥) وخلفه في الوزارة


(١) في الأصل: «كانت» وليس بشيء.
(٢) تحرفت في الأصل إلى: «محاربة».
(٣) الوطاق: الخيمة، وجمعها وطاقات.
(٤) في ب: «إلى مصر».
(٥) لمزيد من التفاصيل عن كيفية إلقاء القبض على الوزير الصاحب فخر الدين ماجد بن الخصيب وعلى أخيه وحواشيه انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك: ٣/ ١/٥٨ - ٥٩، وتاريخ ابن قاضي شهبة: الورقة ١٦١ - ١٦٢، وبدائع الزهور: ١/ ١/٥٧٤ وغيرها من كتب التاريخ والتراجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>