للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داره فقتلوا من وجدوه. ثمّ انتقل السّلطان إلى بيت آمنة (١) زوج المشتولي فأخبروا به فتوجّهوا إليه وأمسكوه من البادهنج (٢) وهو فيما يقال بزيّ النّساء فألبسوه عدّة الحرب ثمّ أحضروه إلى القلعة فيقال: إنّه عوقب ثمّ خنق يوم الاثنين خامس ذي القعدة.

وأمّا الأمراء الذين خامروا على السّلطان بالعقبة فإنّهم عند هرب السّلطان سألوا الخليفة المتوكّل على الله أن يباشر السّلطنة فامتنع من ذلك فتوجّه القضاة في طائفة لزيارة القدس وبقيّة الحجّاج [٩٢ أ] إلى بئر (٣) العلائيّ ثمّ رجع بهم الأمير بهادر الجماليّ فحجّ بهم. وتوجّه الأمراء والمماليك نحو الدّيار (٤) المصريّة فسار إليهم جماعة من القائمين بالدّيار (٥) المصريّة وجرت بينهم كرّات إلى تحت الطّبلخاناه فانكسر طشتمر ومن معه وأرسل يطلب الأمان فأمن فلمّا حضر أمسك وحبس بالقلعة. فلمّا كان يوم الخميس ثامن ذي القعدة حضر الخليفة إلى القاهرة من السّفر وطلع إلى القلعة واجتمع أهل الحلّ والعقد وبايعوا الملك المنصور عليّا ولد الأشرف شعبان واستقرّ في اليوم المذكور طشتمر اللّفاف أتابك العساكر وقرطايّ الطّازي رأس نوبة النّوب، وأسندمر الصّرغتمشيّ أمير سلاح، وقطلوبغا البدريّ أمير مجلس، وطشتمر الدّوادار نائب الشّام ورسم له أن يخرج من يومه، وإياس الصّرغتمشيّ دوادار السّلطان بإمرة طبلخاناه وأينبك (٦) البدريّ


(١) هي آمنة بنت عبد الله وكان بيتها بحارة المحمودية من القاهرة وبات عندها بقية ليلة الاثنين. (السلوك: ٣/ ١/٢٨١، وإنباء الغمر: ١/ ١٩٤).
(٢) البادهنج: منفذ في سطح الدار على هيئة اسطوانة لها فتحة في الجهة الغربية يدخل منها النسيم (النجوم الزاهرة: ٩/ ٦٧ الهامش (٢) نقلا عن قاموس استينجاس، وشفاء الغليل).
(٣) في السلوك: ٣/ ١/٢٨٥: «فلما وصلوا إلى المنزلة المعروفة بآبار العلاي».
(٤) في ب: «نحو مصر».
(٥) في ب: «بمصر».
(٦) تحرّف في الأصل إلى: «ايبك» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>