للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلل في الفنون عدم العزل بكسر الغرض كتسكيت متكلم عن كلام يشفي به غليله أو يوضح به دليله أو كسر فرس (١) جرى في ميدان وشبهه من كسر الغرض كمدافعة نوم ساهر وأكل جائع.

وقال بعض أصحابنا (٢): "انتقال السائل انقطاع عند الجمهور، ويقتضيه كلامه في العدة"، قال: وهو بعيد، وقال الشاشي: "ليس بانقطاع"، فإِن قال: "ظننته لازما فمكنوني من سؤال آخر" ففيه (٣) خلاف، قال: والأصح: يمكَّن من أدنى، فأما من أعلى (٤) -كانتقاله (٥) من المعارضة إِلى المنع- فقيل: لا يمكَّن لتكذيبه لنفسه، وقيل: يمكَّن؛ لأن قصده الاسترشاد.

قال (٦): وترك المسئول الدليل لعجز فهم السائل ليس انقطاعا؛ لقصة إِبراهيم، وقيل: بلى؛ لأنه التزم تفهيمه.

قال ابن عقيل في الفنون: لما قابل نمروذ (٧) قول الخليل (٨) - عليه


(١) في (ح): قوس.
(٢) انظر: المسودة / ٤٤٣.
(٣) في (ظ): فيه.
(٤) في (ب) و (ظ): الأعلى.
(٥) نهاية ١٥٢أمن (ظ).
(٦) نهاية ٢٢٤ أمن (ب).
(٧) هو: النمروذ بن كنعان -وفي نسبه خلاف بين المفسرين- ملك بابل، وأحد المتجبرين في الأرض. انظر: تفسير القرطبي ٣/ ٢٨٣، والبداية والنهاية ١/ ١٤٨.
(٨) في سورة البقرة: آية ٢٥٨.